ابراهيم عواضة
عادت بيروت من جديد الى الخارطة العالمية، وهذه المرة ليس من بوابة الأحداث السياسية والأمنية ومحاربة الإرهاب، إنما من بوابة المال والمصارف، ذلك بعد أن استضافت العاصمة اللبنانية خلال الشهرين الأخيرين سنة 2014 العديد من المؤتمرات المالية والمصرفية العربية والدولية.
وفي مقدمة هذه المؤتمرات، “المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2014” الذي نظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، ومصرف لبنان، وجمعية مصارف لبنان، وهو المؤتمر الذي شهد أكبر تظاهرة مالية – مصرفية، عربية ودولية تشهدها المنطقة منذ سنوات طويلة.
وفي هذا السياق فرضت بيروت نفسها في الأسابيع القليلة الماضية على الصحافة الدولية والعربية كعاصمة للمال والمصارف في منطقة الشرق الأوسط، وبدت العاصمة اللبنانية من خلال الصحف المذكورة كجزيرة عائمة في محيط يغلي بالأحداث السياسية والأمنية المتوترة.
ولفتت صحف أميركية وأوروبية الى أن “زحمة” المؤتمرات المالية والمصرفية العربية والدولية التي شهدتها بيروت خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني الماضيين ذكّرت بيروت في الستينات وبداية السبعينات حيث كانت العاصمة اللبنانية تمثل المركز المالي والمصرفي الأول في المنطقة.
وقالت إحدى الصحف الأميركية الأوسع انتشاراً أن المؤتمرات النوعية التي تشهدها بيروت، سيّما منها المؤتمر المصرفي العربي السنوي الذي نظمه اتحاد المصارف العربية منح العاصمة اللبنانية قوة دفع وثقة في وقت تشهد فيه عواصم المنطقة أزمات سياسية وأمنية ساهمت في تراجع دورها الاقتصادي والمالي في المنطقة.. سيّما وأن المؤتمر المصرفي العربي لاتحاد المصارف العربية شهد حضوراً ومشاركة نوعية وواسعة لاهم الشخصيات المالية والمصرفية العربية والدولية ولكبريات المؤسسات العالمية، في مقدمها المؤسسات المالية الاميركية والاوروبية، وان هذا الحضور يقاس بشكل او بآخر قراراً دولياً وعربياً بتقديم الدعم الكامل للبنان، كما يؤكد على استمرار الثقة بالعاصمة اللبنانية كمركز مالي ومصرفي رئيسي في المنطقة.
وتوقعت الصحافة العالمية ان يشهد لبنان في العام 2015 المزيد من الاهتام المالي والمصرفي، خصوصاً بعد الاعلان عن وجود النفط والغاز في هذا البلد، الامر الذي يستدعي وسيستدعي اهتمام كبريات الشركات العالمية بهذا البلد.
والجدير ذكره ان اتحاد المصارف العربية يلعب ومن خلال امانته العامة الممثلة بالامين العام وسام فتوح، كما من خلال رئيس اللجنة التنفيذية في الاتحاد، رئيس الاتحاد للمصرفيين العرب جوزيف طربيه دوراً مؤثراً في عملية “التسويق” الاقتصادي والمالي والمصرفي للبنان، اضافة الى دورهما في دعم القطاعات المصرفية العربية.
وجاء اصرار كل من طربيه وفتوح على توفير كل فرص النجاح لمؤتمر الاتحاد الاخير الذي عقد في بيروت، من خلال تأمين اوسع وارفع مشاركة دولية – عربية في هذا المؤتمر ايماناً منهما بدور بيروت المالي في المنطقة، وللتأكيد على ان لبنان كان وسيبقى رغم الاوضاع الاستثنائية السائدة التي يمر بها “واحة” العرب المالية والمصرفية، والبلد الاكثر ضمانة وجاذبية للاستثمارات الاجنبية والعربية.