بدأ كبار القادة في الصين أمس اجتماعاً لوضع سياسات اقتصادية لعام 2015، وسط توقعات بأن يسجل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نمواً أبطأ على الأمد الطويل، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي. وأشارت وكالة الصين الجديدة إلى أن صانعي السياسات عقدوا مؤتمراً اقتصادياً مغلقاً، ويتوقع أن «يضعوا سياسات» للعام المقبل استناداً إلى «معيار اقتصادي جديد».
وتحدث الرئيس الصيني شي جينبينغ وعدد من كبار القادة مراراً عن وضع «معيار اقتصادي جديد» في إطار مساعيهم للتركيز أكثر على المستهلكين الصينيين الذين يزدادون ثراء، بدلاً من التركيز على الاستثمارات والصادرات. وأكد القادة استعدادهم لتحمل تباطؤ النمو الاقتصادي لتحقيق نمو أكثر استدامة. ولم تكشف الوكالة عن مدة الاجتماع، إلا أن اجتماعات سابقة غالباً ما كانت تستمر يومين أو ثلاثة.
ويراقب محللون هذا الاجتماع السنوي للحصول على مؤشرات حول هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام المقبل، على رغم استبعاد احتمال الكشف رسمياً عن نتائج الاجتماع قبل آذار (مارس) المقبل. وتوقع خبراء اقتصاد خفض الهدف الرسمي للنمو إلى نحو سبعة في المئة بسبب الضغوط المستمرة التي تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، إضافة إلى التزام السلطات إصلاحه.
وكانت المرة الأخيرة التي خفضت الصين هدفها للنمو عام 2012 إلى 7.5 من ثمانية في المئة، وفي حال خفض إلى سبعة في المئة، فسيكون ذلك المعدل الأدنى منذ عام 2004. ولفت المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم الأسبوع الماضي إلى أن الحكومة «ستبقي الاقتصاد يعمل بنسب معقولة» عام 2015. وبلغ النمو 7.3 في المئة خلال الربع الثالث من السنة، وهو الأبطأ منذ ذروة الأزمة المالية العالمية مطلع عام 2009. ويواجه الاقتصاد حالياً كثيراً من التحديات، بينها انفجار فقاعة العقارات، وارتفاع معدلات الدَين، وتهديد الانكماش الوشيك أو انخفاض الأسعار.
إلى ذلك قال مستشارون اقتصاديون كبار إن على القادة الصينيين خفض معدل النمو الاقتصادي المستهدف إلى سبعة في المئة، وكان متوقعاً تقديم التوصية للقيادة السياسية في اجتماعها أمس لوضع الخطط الاقتصادية والإصلاحات المرتقبة للعام المقبل. وأشارت مصادر إلى أن مراكز بحوث حكومية مهمة في عملية صنع القرار، لكنها لا تتمتع بسلطات تنفيذية، تعتزم التقدم بتوصية لخفض معدل النمو المستهدف للعام المقبل من 7.5 إلى سبعة في المئة.
وقال اقتصادي في «الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية»، طلب عدم نشر اسمه: «أشار الرئيس جينبينغ إلى النمو المستهدف بالفعل حين قال إن سبعة في المئة هو أعلى معدل نمو في العالم». وأضاف: «اعتقد أن النمو المستهدف يجب أن يكون سبعة في المئة، ما لم تحصل مفاجآت أخرى، وقد يقل عن ذلك كي لا نعاني مشاكل بطالة وتخلف عن تسديد الديون».