تأمل صناعة الماس الهندية في اعطاء بريق اضافي الى العلاقات بين نيودلهي وموسكو من خلال اقناع روسيا بزيادة صادراتها المباشرة للالماس الى كبريات المصانع الهندية.
ويصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاربعاء الى نيودلهي في زيارة تستمر يومين سيتخللها توقيع اتفاقات في المجال النووي والغاز الطبيعي.
وسيحضر بوتين ايضا المؤتمر الدولي للالماس الذي يبدأ اعماله الخميس في العاصمة الهندية ويهدف الى الترويج لبومباي كاهم مركز لتجارة الماس.
وتعد روسيا اول منتج عالمي للالماس الخام فيما تقوم الهند بفضل اليد العاملة الرخيصة بنحت وصقل معظم هذه الحجارة الكريمة قبل معاودة تصديرها لصياغة المجوهرات.
لكن خمس انتاج الخام فقط يذهب مباشرة من مناجم روسيا الى الهند، ويمر معظمه عبر مراكز الماس الكبرى في انفير او دبي، وهي دائرة تأمل الهند في تطويرها.
ففي دلهي من المقرر ان توقع المجموعة المنجمية العامة الروسية آلروزا نحو عشرة عقود طويلة الامد مع مجموعات هندية بحسب المجلس الهندي للترويج لصادرات المجوهرات والحجارة الكريمة.
وقال رئيس المجلس الهندي للترويج لصادرات المجوهرات والحجارة الكريمة فيبول شاه لوكالة فرانس برس “نسعى الى اقناع الرئيس الروسي بان آلروزا بحاجة لزيادة الامداد المباشر للمجموعات الهندية، لاسيما وان الهند تعد الشريك الطبيعي للروس”.
ويتوجه بوتين الى الهند للمرة الاولى منذ وصول نارندرا مودي الى الحكم في ايار/مايو الماضي.
وبالرغم من العلاقات الثنائية المتينة تقدر المبادلات بين البلدين بعشرة مليارات دولار وتبدو صناعة الالماس من اهم العوامل الواعدة للنمو.
وتصدر روسيا بقيمة اربعة مليارات دولار من الماس الخام لكن 800 مليون فقط الى الهند مباشرة بحسب شاه، رغم ان 14 الماسة خام من اصل 15 في العالم يجري نحتها وصقلها في الهند.
وتبيع روسيا تقليديا بحسب صاغة الالماس القليل من هذه الحجارة الكريمة مباشرة الى الهند بسبب عراقيل بيروقراطية وضريبية، وتفضل المرور عبر وسطاء في بلجيكا والامارات العربية المتحدة.
لكن العقوبات الاوروبية الاخيرة التي فرضت على روسيا وجهود الهند لجذب المستثمرين قد تغير الوضع.
وقال مسؤول هندي كبير لصحافيين “هناك محادثات لتصبح بومباي مركزا عالميا لتجارة” الالماس. واضاف “ان المحادثات تتناول سبل زيادة الواردات من الماس الخام الروسي الى الهند”.
وتتركز مشاغل الصاغة الهندية في سورات على بعد 300 كلم الى شمال بومباي، لكن القلب النابض للتجارة هو بورصة بهارات للماس التي اقيمت في العاصمة المالية الهندية منذ اربع سنوات.
ويقصد حوالى 55 الف شخص يوميا هذا المركز الذي يضم مصارف واجهزة جمارك ومجموعات نقل موجهة الى تصدير الحجارة المصقولة خاصة الى الولايات المتحدة بحسب رئيس البورصة انوب مهتا.
لكن مهتا يعتبر ان القوانين الناظمة تعوق تنمية الصناعة الهندية.
ولجذب المجموعات المنجمية الاجنبية يقترح اصحاب المهن انشاء منطقة خاصة داخل البورصة تحظى بنظام ضريبي تفضيلي بغية السماح ببيع حجارة الماس الخام في المزاد العلني. وقال شاه في هذا السياق “بذلك سيكون في متناولنا حجارة ماس خام ما سيساعدنا على تنمية صادراتنا”.
لكن صناعة الالماس العالمية تمر بفترة مضطربة منذ 2008. وبحسب رئيس البورصة الهندية فان الطلب يسجل تباطؤا منذ 18 شهرا ويتوقع ان تبقى الاشهر المقبلة “صعبة”.
وعلى المدى الطويل يتوقع ان يدعم الطلب الهندي والصيني السوق لكن الانتاج العالمي قد يستمر بالانخفاض بسبب غياب اي انتاج جديد.
الى ذلك يسعى المجلس الهندي للترويج لصادرات المجوهرات والحجارة الكريمة الى توسيع شبكة خدمات الهند من خلال تطوير صياغة المجوهرات وبيع حجارة الالماس في المفرق، ما ينتج مزيدا من القيمة المضافة.
واكد مهول شوكسي رئيس جيتانجالي غروب، المجموعة التي تركز على نحت حجارة الماس التي تطورت فيما بعد في صياغة المجوهرات “اننا نبقى منتجا لمادة اولية”. واشار الى ان “الصين تعد صانع مجوهرات اهم بكثير وعلى الهند ان تنمو” لتوفير عرض كهذا.