كشفت مصادر دبلوماسية في باريس عن أن الجانب الفرنسي كرر على مسامع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين أخيرا رسالة، مفادها أن “وصول “داعش” إلى مياه البحر الأبيض المتوسط خط أحمر، لا يمكن لفرنسا أن تقبله”.
واشارت المصادر نفسها لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أنه لهذا السبب تلح باريس في وساطتها لتحقيق هدفين متلازمين:
الأول، ملء الفراغ المؤسساتي، الذي ترى فرنسا في استمراره “ضررا كبيرا على لبنان، لا يتعين الركون إليه أو القبول به إلى ما لا نهاية.
والثاني، الاستفادة من “الانفتاح الإيراني” لتحقيق انفراج داخلي في لبنان، ومحاولة لم شمل الأطراف على مرشح رئاسي مقبول من الجميع.
وإذا كانت باريس تصر على أن “لا مرشح لديها وليس لديها فيتو على أحد”، إلا أنها في المقابل ترسم “ملامح” المرشح الذي يمكن أن يحصل إجماع على شخصه الذي سيكون “فلتة الشوط” في نهاية المطاف.
وتقول المصادر الفرنسية لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن باريس “لا تريد أن تحل محل اللبنانيين”، لكنها تريد الاستفادة من وضعية قدرتها على محاورة الأطراف الإقليمية الفاعلة من جهة والأطراف المحلية اللبنانية من جهة أخرى.
ورغم أن وزيرا لبنانيا يتساءل عما إذا حصلت باريس على “وكالة” للتعاطي مع الملف اللبناني كما كان حالها بمناسبة تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، خصوصا من جانب واشنطن، فإن الواقع يفيد بأن الدبلوماسية الفرنسية هي الوحيدة الناشطة في الملف اللبناني حاليا وأنها “لا تلقى معارضة” من أي جانب، خصوصا من الجانب الإيراني.
ولذا، فإن الخطة الفرنسية تقوم على “تحييد” الملف اللبناني، بمعنى “جعل الأطراف الإقليمية تتوافق بشأن لبنان، حتى لو استمرت متواجهة في الملفات الأخرى”، وتحديدا الملف السوري.