قرر مجلس الوزراء تأجيل البحث بعرض مجلس الإنماء والإعمار حول وضعية مشروع إعادة تأهيل وتطوير معملَي الذوق والجية لإنتاج الطاقة الكهربائية حيث تتوقف أعمال التأهيل وإنشاء معامل جديدة، ما ينذر بتزايد تردي أوضاع إنتاج الكهرباء. وتناول القرار قضية الإنتاج في معملي الجية والذوق. وكان وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان وجه كتاباً إلى مجلس الوزراء اقترح فيه اعتماد خيار زيادة إنتاج الباخرة الموجودة في معمل الجية بطاقة 100 ميغاوات بدلاً من تأهيل المعمل المذكور على اعتبار أن التأهيل ليس مجدياً كون سعر أو كلفة التأهيل جاءت قريبة من كلفة إنشاء معمل جديد مما يجعل معمل الجية غير مجدياً في حال إعادة المناقصة، على اعتبار أن إعادة المناقصة اتت بناء لاقتراح مجلس الإنماء والإعمار.
وشدد الكتاب المرفوع إلى مجلس الوزراءعلى ضرورة تمكين مؤسسة كهرباء لبنان من القيام بالصيانة اللازمة وفق الحاجة في معملي الذوق والجية ريثما يبدأ التأهيل أو إنشاء المعمل الجديد لضمان الحد الأدنى من الإنتاجية خلال الفترة الانتقالية.
ويظهر من الوضع القائم نتيجة تعثر أعمال التأهيل وإنشاء معامل جديدة في الذوق والجية، وعدم الموافقة على إعادة مناقصات التلزيم، ان التوجه يسير نحو الطلب إلى البواخر التركية زيادة قدراتها الإنتاجية بكمية 100 ميغاوات بانتظار تأهيل أو بناء معمل الجية. وعلمت «السفير» أن الشركة التركية أبلغت وزارة الطاقة والدولة اللبنانية انها قادرة على زيادة قدراتها الإنتاجية بحدود 100 ميغاوات مما يؤمن بدل توقيف معمل الجية ريثما يعاد بناء معمل جديد لعدم جدوى التأهيل التي تستغرق أكثر من سنة، لا سيما أن كلفة شراء إنتاج الكهرباء من البواخر تبقى أرخص من كلفة معمل الجية الراهنة بسبب قِدَمِ المجموعات وتأخر التأهيل. ومما جاء في كتاب وزير الطاقة إلى مجلس الوزراء:
الموضوع: وضعية مشروع إعادة تأهيل وتطوير معملَي الذوق والجية لإنتاج الطاقة الكهربائية.
المرجع: ـ قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 21/06/2010 بالموافقة على ورقة سياسة الكهرباء.
ـ قرار مجلس الوزراء رقم 20 تاريخ 20/02/2013،
ـ كتاب مجلس الإنماء والإعمار رقم 2196/1 تاريخ 04/06/2014،
ـ كتاب رئاسة مجلس الوزراء رقم 1675/م.ص. تاريخ 12/06/2014،
ـ كتاب رئاسة مجلس الوزراء رقم 2403/م.ص. تاريخ 06/09/2014.
بالإشارة إلى الموضوع والمراجع المبينة أعلاه، نرفق لكم ربطاً تقرير وحدة إدارة وتنفيذ مبادرات الإنتاج في ورقة سياسة الكهرباء عن وضعية مشروع إعادة تأهيل وتطوير معملي الذوق والجية لإنتاج الطاقة الكهربائية والتوصيات المتعلقة باقتراحات مجلس الإنماء والإعمار وفق كتابه رقم 2196/1 تاريخ 04/06/2014. وقد جاءت التوصيات كما يلي:
أولاً ـ إن خيار إعادة المناقصة، له أضرار على الاقتصاد اللبناني، الناتجة من الطاقة غير المعطاة خلال السنوات القادمة، تفوق بكثير التوفير المحتمل وغير المضمون الذي يمكن أن ينتج من الإعادة، خاصة أن الفترة اللازمة لإعادة المناقصة ممكن بسهولة أن تتجاوز السنة مما يزيد من مخاطر هذا الخيار. كما أن تأهيل المعامل سيحد من استهلاكها المفرط للفيول وسيحسّن مؤشراتها البيئية بشكل ملحوظ. لذلك الأمر، وكون سعر تأهيل معمل الذوق جاء ضمن النطاق المعقول نسبياً مقارنة بسعر معمل جديد مماثل ولمدة حياة تقنية مقبولة، توصي الوحدة باعتماد خيار المضي بالتأهيل لمعمل الذوق على ضوء التفاوض بمؤازرة الاستشاري لجهة تحليل الأسعار وتحديث نطاق الأعمال.
ثانياً ـ بالنسبة إلى معمل الجية، كون سعر التأهيل جاء قريباً جداً من سعر معمل جديد مما يجعله غير مجدياً، وكون التوفير المحتمل وغير المضمون الذي يمكن أن ينتج من إعادة المناقصة ليس متوقعاً أن يغير هذا الواقع بشكل جوهري، إن اعتماد خيار استبدال كامل معمل الجية بمعمل جديد هو الأفضل، مع الإشارة إلى أنه يمكن الاستعاضة عن قسم من الطاقة غير المنتجة خلال فترة إنشاء المعمل الجديد بزيادة حوالي 100 ميغاوات على الطاقة الإنتاجية للباخرة الموجودة في الموقع، والتي هي مجهزة لاستيعاب هذه الإضافة في وقت قصير.
ثالثاً ـ في كل الأحوال ومهما كانت الخيارات المعتمدة، توصي اللجنة بضرورة تمكين مؤسسة كهرباء لبنان من القيام بالصيانات اللازمة وفق الحاجة في المعملين ريثما يبدأ التأهيل، أو إنشاء المعمل الجديد لضمان الحد الأدنى من الإنتاجية خلال الفترة الانتقالية.
في الخلاصة، وتلافياً لتزايد أزمة الكهرباء، فإن الدولة تتريث في ظل توقف مشاريع التأهيل والبناء، وتصطدم بصعوبة تأمين الطاقة من مصادر أخرى بعد توقف استجرار الكهرباء من سوريا وتراجع الطاقة المالية.