رنا سعرتي
فقدت المؤسسات السياحية الأمل في إنجاز ما، قد يتحقق في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة لتعويض خسائر المواسم الاخرى، اذ إنّ استمرار تداعيات الأزمات الاقليمية والمحلية حجبَ عن تلك المؤسسات آخر الفرص المتبقية لها لالتقاط أنفاسها. وموسم الاعياد الذي يشكّل سنوياً حوالى 40 في المئة من حجم أعمال المؤسسات السياحية، لم يعد يشكّل بادرة تفاؤل.
لم يُبدِ رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر، قبل أسبوعين من حلول عيد الميلاد، أيّ تفاؤل بإمكانية انتعاش القطاع السياحي والإشغال الفندقي في فترة الأعياد. وأوضح لـ»الجمهورية» انّ نسبة الإشغال اليوم تصِل الى 40 في المئة فقط على رغم الاسعار المخفّضة التي تلتزم بها الفنادق. وأشار الى انّ العاصمة بيروت تتمتّع بنسبة الإشغال الأكبر بين المناطق.
وأكد الأشقر عدم وجود بوادر لغاية اليوم تشير الى أنّ الوضع السياحي، وتحديداً الإشغال الفندقي، سيكون ايجابياً خلال موسم الاعياد المقبل. لكنّه قال انّ «الحجوزات قد تأتي بشكل مفاجئ، إلّا انّ الطلب لن يكون مماثلاً أبداً للأيام الخيّرة».
ورجّح ان تصل نسبة الإشغال خلال الاعياد الى 60 او 70 في المئة كحدّ اقصى. لافتاً الى انّ معظم السيّاح هم من العراقيين والسوريين والاردنيين، في حين ما زال السيّاح الخليجيون غائبين. وفي هذا الاطار، نوّه الاشقر بسياحة رجال الاعمال التي اعتبرها الأبرز اليوم.
بالنسبة الى تراجع حجم الاعمال، قال انّ مداخيل الفنادق بدأت بالتراجع منذ العام 2011 بنسبة 10 في المئة، وفي العام 2012 تراجعت بنسبة 20 في المئة، وفي العام 2013 كان التراجع بنسبة 30 في المئة، لتصل نسبة التراجع في العام 2014 الى 50 في المئة. من جهة اخرى، اكد الأشقر انّ حملة سلامة الغذاء التي طالت المؤسسات السياحية كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد السياحي وما زالت تداعياتها قائمة لغاية اليوم، ولكن بوتيرة أقلّ من السابق.
وكالات السفر
من جهته، وصف رئيس نقابة المؤسسات السياحية والسفر جان عبود وضع الحجوزات بـ«المقبول»، وقد بلغت نسبة الحجوزات على جدول الرحلات القائم من 15 الشهر الجاري 100 في المئة، إلا انه لم يتم فتح رحلات اضافية كما جرت العادة في السنوات السابقة.
وقال عبود لـ«الجمهورية» انّ العرض يوازي الطلب هذا العام، علماً انه بدءاً من 15 كانون الاول كان الطلب في الاعوام الماضية يبلغ ضعف العرض. مشيراً الى انّ حركة الرحلات الاضافية خجولة هذا العام، ولا تتعدى 10 في المئة، أي 4 رحلات اضافية عن الجدول المقرّر، مقارنة مع 30 و40 في المئة في السنوات السابقة.
وأوضح انه بدءاً من 15 الشهر الجاري، يبلغ عدد الرحلات القادمة الى بيروت 95 رحلة يومياً بسعة حوالى 11 ألف راكب.
وبالنسبة للرحلات المغادرة من لبنان، اكد عبود انّ هناك رحلات اضافية عن الجدول الطبيعي، بنسبة خجولة، تتمثّل بـ7 رحلات الى شرم الشيخ و7 الى تركيا مقارنة بـحوالى 25 رحلة في الاعوام الماضية.
ورداً على سؤال، اوضح عبود انّه تمّ إلغاء اقتراح مضاعفة ضريبة المطار المتمثلة بـ30 دولاراً على الدرجة السياحية و45 دولاراً على درجة رجال الاعمال و60 دولاراً على الدرجة الاولى. موضحاً انّ هذا المشروع أتى في اطار تأمين ايرادات تمويل قانون سلسلة الرتب والرواتب الذي لم يتم اقراره.
الشقق المفروشة
في المقابل، اعتبر نقيب اصحاب الشقق المفروشة زياد لبّان انّ نسبة إشغال الشقق المفروشة لا بأس بها، نظراً الى الاوضاع الاقليمية المحيطة والأزمات التي يمرّ بها لبنان.
وفيما لفت الى انّ القطاع شهد خلال العام 2014 تراجعاً حاداً، قال لـ»الجمهورية» انّ قطاع الشقق المفروشة يعوّل على السياحة العائلية، والطلب الاكبر اليوم هو من قبل العراقيين. لافتاً الى انّ نسبة الإشغال في بيروت حالياً تترواح بين 40 و50 في المئة. وأمِل لبّان في ان ترتفع هذه النسبة خلال فترة الاعياد، في حال كان هناك استقرار أمني، الى 60 و65 في المئة.
وأوضح انّ مداخيل قطاع الشقق المفروشة بدأ بالتراجع تدريجاً منذ العام 2010 لتصِل النسبة الى 60 في المئة في أواخر العام 2014. لكنه شدّد على أنّ وضع القطاع جيّد على رغم الظروف القاتمة في المنطقة، «وعلى رغم اننا فقدنا سيّاحاً من الخليج وسوريا والاردن، اعتادوا المجيء الى لبنان عبر