رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب شانت جنجنيان أن ملف العسكريين الأسري ما كان ليبلغ المنزل الخطير لولا وجود مستفيدين داخل الحكومة وخارجها من عرقلة التفاوض مع الجهات الخاطفة، ولولا حفلات المزايدات القائمة على حسابات حزبية وإقليمية ما عادت أبعادها خافية على أحد، معتبرا بالتالي أن ما آل اليه ملف العسكريين الأسرى وضع الدولة اللبنانية أمام خيارين لا ثالث لهما، اما ان تفاوض مباشرة مع الخاطفين من خلال جهات موثوق بقدرتها على إحداث خرق في جدار الأزمة، واما ان يخرج رئيس الحكومة عن صمته ويشير بالإصبع إلى المعرقلين لرفع المسؤولية عن حكومته ووضع أهالي العسكريين أمام الحقيقة مهما كانت مُرة.
ولفت جنجنيان في تصريح لـ”الأنباء” الى ان مبادرة هيئة العلماء المسلمين قد تكون الطريق الأقرب والأسلم للوصول إلى تحرير العسكريين، خصوصا أن اعضاءها أصحاب اختصاص في كيفية التعامل مع متطرفين يستعملون الدين لغايات وأهداف شخصية وسياسية.
وتعليقا على ما قاله العماد عون أن “المشكلة ليست بانتخاب شخص لرئاسة الجمهورية بل ببقاء الجمهورية” وانه يرفض الاساليب القائمة على أساس التدخلات الخارجية، تساءل النائب جنجنيان ما إذا كان سر بقاء الجمهورية يمكن بوصول العماد عون وحده إلى سدة الرئاسة، وكأن بهذا القول أراد العماد عون وكعادته تخوين غيره ممن لديهم القدرة والكفاءة على قيادة السفينة اللبنانية، هذا من جهة، معتبرا من جهة ثانية، ان ما حول العماد عون تناسيه واغفاله عن الرأي العام، هو ان التدخلات الخارجية ما كانت لتجد طريقها في لبنان لولا اصراره وحليفه حزب الله على تعطيل النصاب ومنع المجلس النيابي من انتخاب رئيس للجمهورية، متمنيا على العماد عون وقف مزايداته الاعلامية ومحاولاته ايهام الرأي العام بأنه الأحرص على مصير الجمهورية، في وقت يناشده فيه الآخرون وحتى بكركي النزول الى المجلس لانتخاب رئيس.
وأكد جنجنيان أن أهمية الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله هي أنها تخفف من حدة التشنج والتوتر القائمين على الساحتين السياسية والأمنية، إذ يعتبر جنجنيان ان حوارا بين نقيضين سياسيين لن يتجاوز عتبة تقطيع المرحلة الى حين حصول تبديل في المشهد الإقليمي، خصوصا ان تيار المستقبل لن يجد لدى حزب الله ما يسعى إليه كون قرار الأخير موجودا لدى القيادات الإيرانية.