أفادت مصادر الوفد اللبناني لـ”النهار” ان رئيس الحكومة تمّام سلام لا يحمل الى باريس أفكارا جديدة في شأن الاستحقاق الرئاسي، بل تأكيداً لأهمية إجراء الانتخابات الرئاسية، وأهمية العامل الإقليمي والدولي المؤثر في مجرى هذا الاستحقاق. وسيتطلب من فرنسا الدفع الى إنجاز الاستحقاق والمساعدة في تحصين الاستقرار الداخلي في ظل الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها لبنان.
أما الملف الثاني الذي يحمله الى محادثاته الفرنسية فيتعلق باللاجئين السوريين حيث يسعى الى حشد الدعم الدولي لتحريك المساعدات المقررة للبنان بعدما بلغ هذا الملف سقوفاً لم يعد للبنان طاقة على حمل تبعاتها واعبائها وحده، في ظل التقصير الدولي في هذا المجال. وتأتي زيارة باريس، وهي الأولى لسلام منذ توليه رئاسة الحكومة، بعد أيام قليلة على زيارته مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل حيث كان هذا الملف المحور الرئيسي في المحادثات اللبنانية مع أركان الاتحاد الأوروبي.
أما الملف الثالث فلا يقل أهمية، ويتعلق بملف تسليح الجيش مع اقتراب موعد بدء سريان الاتفاق الموقع بين فرنسا والمملكة العربية السعودية لتنفيذ الهبة السعودية للبنان، وقيمتها ٣ مليارات دولار.
وعلمت “النهار” في هذا الصدد ان لبنان سيحض على التعجيل في تنفيذ الهبة ضمن المهلة المحددة في الاتفاق، والقاضية بأن يسري مفعول الاتفاق بعد قضاء ٣٠ يوماً على التوقيع. وهذا التاريخ يصادف في ١٣ كانون الأول الجاري. لكن الاتفاق لا يزال عالقا عند ٣ مسائل تتطلب معالجة، وستكون محور اجتماع وزيري الدفاع سمير مقبل والخارجية جبران باسيل مع وزير الدفاع الفرنسي والمسؤولين العسكريين. وهي تسليم طائرات توريل المتفق عليها، ومنظومة القتال البحرية وشبكة الاتصالات المشفرة. وتشير مصادر الوفد المرافق لسلام الى ان بدء تنفيذ الاتفاق يتطلب إنجاز هذه الأمور العالقة في لائحة الأسلحة المتفق عليها. وكان سلام أكد ان فرنسا ستوقع نهائيا على ملف تسليح الجيش في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وتحدث سلام الى الاعلاميين على متن طائرة “الميدل إيست” التي أقلته ضمن رحلتها العادية المتجهة الى باريس، صباحا، يرافقه وزيرا الدفاع سمير مقبل والخارجية جبران باسيل والمستشار شادي كرم، فنفى رداً على سؤال لـ”النهار” ان يكون تبلغ مبادرة من الجانب الفرنسي في شأن الاستحقاق الرئاسي انطلاقا من محادثات جيرو في بيروت، مشيراً الى ان الامر “يقتصر على حركة تواصل وتشاور انطلاقا من حرص فرنسا على مساعدة لبنان في انهاء الشغور في سدة الرئاسة”. وقال: “على القوى السياسية اللبنانية ان تحسم امرها في ملف الرئاسة وان تجد المخرج المناسب بما يضمن أمن لبنان واستقراره”.
ونفى ان يكون تبلّغ من جيرو أسماء محددة ترشحها باريس للرئاسة، كما انه ليس في وارد البحث في أسماء خلال محادثاته الرسمية، لافتا الى أن “ابرز الملفات التي نحملها الى فرنسا هي العلاقات اللبنانية – الفرنسية الوطيدة والحرص على مصالح لبنان ودور فرنسا في مؤازرتنا في محنتنا والاهتمام الشخصي من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بقضايانا الداخلية ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية.
أما في ملف اللاجئين السوريين فقال: “نريد دعماً ومؤازرة بشكل مميز ليس لتخفيف اعبائه الاقتصادية والاجتماعية، بل ايضا الأمنية، لانها تزيد المشاكل والمخاطر”.
اما في ملف تسليح الجيش الذي يأتي في إطار الهبة السعودية، فإن الأسلحة التي سنحصل عليها ستساعد الجيش في مواجهة الارهاب والارهابيين الذين يهددون كياننا، اذ ان هناك بعداً سياسياً وفتنوياً ولا سيما في موضوع الخطف لزرع الفتنة واحداث انشقاق في ما بيننا. وفي الثالث عشر من الشهر الجاري ستوقع نهائياً المعاملات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية في ضوء انتهاء فرنسا من تزويد لبنان بالاسلحة”.