في غياب العوامل الاقتصادية التي تتحكم عادة باداء الأسواق المالية عموماً، لا تزال المعطيات السياسية طاغية عليها محلياً منذ فترة طويلة. وهكذا استمرت الأجواء المحيطة ببورصة بيروت، ان من حيث المنحى الذي سيتخذه انتخاب رئيس الجمهورية والذي ارجئ موعده الى السابع من كانون الثاني 2015، أم من حيث مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين في عرسال، على حالها من الضبابية في انتظار ما ستفضي اليه المساعي لعقد الحوار الموعود بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” وكذلك الاتصالات المواكبة للوساطات المقترحة مع الجماعات الخاطفة لاطلاق من لديها من العسكريين. والى ان تتضح كل هذه الأمور، واصل المتعاملون في سوق الصكوك المالية اللبنانية ترددهم في اتخاذ المبادرات بيعاً وشراء للكثير منها أمس أيضاً الى أن خرقت هذا الجدار صفقة خاصة كبيرة نسبياً تناولت تبادل 1٫755٫727 سهماً مدرجاً من “بنك عوده” دفعة واحدة بسعر تحدد بالتراضي للسهم الواحد في مقابل 5٫94 دولارات أول من أمس (زائد 4٫04 في المئة). وأعقبت هذه الصفقة عمليات أخرى صغيرة الحجم وفقاً لقاعدة العرض والطلب التقليدية تقلبت خلالها أسعار أسهم “سوليدير” بين اعلى على 11٫49 دولاراً وأدنى على 11٫26 دولاراً، الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ 11٫48 دولاراً في مقابل 11٫21 أول من أمس (زائد 2٫40 في المئة) والفئة “ب” بـ 11٫41 دولاراً في مقابل 11٫24 في الفترة عينها (زائد 1٫06 في المئة)، وكذلك أسهم “بنك لبنان والمهجر” التفضيلية – 2011 وشهادات الايداع العائدة اليه والتي استقرت على 10٫20 دولارات و9٫65 دولارات توالياً، فيما تراجعت أسعار شهادات الايداع العائدة الى “بنك عودة” من 6٫60 دولارات الى 6٫54 (ناقص 0٫90 في المئة).
وتبعاً لذلك، ومع أخذ ارتفاع أسعار أسهم “هولسيم” المنتجة للاسمنت في قطاع صناعة مواد البناء من 15٫00 دولاراً الى 16٫21 (زائد 8٫06 في المئة) وتراجع أسعار أسهم “رسامني ويونس للسيارات” (ريمكو) من 3٫92 دولارات الى 3٫19 (ناقص 3٫91 في المئة) في قطاع التجارة في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 14٫15 نقطة ونسبته 1٫21 في المئة على 1181٫69 نقطة في سوق أكثر نشاطاً بفضل الصفقة الخاصة على أسهم بنك عودة المدرجة، إذ تبودل فيها 1,833,566 صكا قيمتها 11,658,282 دولارا، في مقابل تداول 870570 صكا قيمتها 7,138,880 دولارا اول من أمس.
استمرار تحسن الأورو وتراجع البورصات
في الخارج، مضى الأورو في تعزيز مواقعه فوق عتبة الـ1,24 دولار بدعم من اعلان مؤسسة الاحصاء في منطقته (Eurostat) ان الاقتصاد فيها تمكن من زيادة عدد العاملين في مختلف قطاعاته الانتاجية بنسبة 0,2 في المئة في الفصل الثالث عنه في الفصل الثاني حيث ارتفعت ايضا بنسبة 0,3 في المئة وبوتيرة سنوية نسبتها 0,6 في المئة مما بدد المخاوف على نموه الذي كان يخشى معه وقوعه في انكماش الاسعار (deflation) وخصوصا بعدما تبين ان الانتاج الصناعي في منطقته ارتفع ايضا بنسبة 0,1 في المئة في تشرين الاول الى 0,5 في المئة في ايلول وبوتيرة سنوية نسبتها 0,7 في المئة. وأدى ذلك الى تجاهل المستثمرين المؤسساتيين ارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة الذي تعده جامعة ميتشيغن من 88,8 نقطة في تشرين الثاني الى 93,8 في كانون الاول في تقديرات أولية، وذلك للمرة الاولى منذ كانون الثاني 2007 عشية نشوب الازمة المالية العالمية، الامر الذي حوّل انظارهم الى تراجع أسعار الانتاج فيها بنسبة 0,2 في المئة في تشرين الاول، الامر الذي جعل مؤشر التضخم السنوي لا يتجاوز الـ1,4 في المئة، أي دون المعدل الذي يستهدفه الاحتياط الفيديرالي لهذه السنة المحدد بـ2,00 في المئة مما قد يحول دون رفع معدلات الفائدة الاميركية. وقد تداخلت هذه الاعتبارات لتجعل الاورو يقفل في نيويورك على 1,2455 دولار في مقابل 1,2410 اول من أمس، في تطور ساعد الذهب على التماسك لتقفل الاونصة منه بـ1222,50 دولارا في مقابل 1217,00 في الفترة عينها.
وواصلت الاسهم الاوروبية تراجعها امس بوتيرة سريعة مسجلة أكبر هبوط اسبوعي لها منذ 2011 مع تضرر أسهم شركات الطاقة بشدة جراء هبوط أسعار النفط والشركات الاخرى بسبب المخاوف السياسية المتعلقة باليونان، فأقفلت بورصات منطقة الأورو بخسائر راوحت بين 3,13 في المئة في ميلانو و0,42 في المئة في أثينا. وكذلك بالنسبة الى الاسهم الاميركية التي أنهت الاسبوع امس بمزيد من الخسائر نتيجة هبوط سعر النفط وتراجع الانتاج الصناعي في الصين من 7,7 في المئة في تشرين الاول الى 7,2 في المئة في تشرين الثاني، ليقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بما مقداره 312,04 نقطة على 17284,30 نقطة و54,56 نقطة على 4653,60 نقطة.