وصف عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ عدنان أمامة، أن الأجواء في ما يتصل بقضية العسكريين المخطوفين إيجابية وسلبية في آن. وقال لـ”السياسة” إنها إيجابية كوننا استطعنا كسر الجمود وتحريك المياه الراكدة ودرء الخطر الداهم على أرواح العسكريين ومواجهة الفتنة التي كانت تلوح في الأفق نتيجة حركتنا المستجدة ونتمنى أن يبنى عليها حتى لو لم يكن هناك تفويض للهيئة، أما الوجه غير الإيجابي إذا صح التعبير فإن أكثر ظننا أنه لن نعطى تفويضاً، لأن هناك معارضة لتفويض الهيئة كما طلبت، وكنا نأمل أن نحصل على هذا التفويض لنقوم بدورنا من دون تردد.
وكشف الشيخ أمامة أن الهيئة كانت تظن أن “حزب الله” هو الذي يعرقل عملها ولكن من خلال جولاتنا التي قمنا بها على المسؤولين تبين أن هناك أطرافاً أخرى ترفض تفويضنا وتحديداً في ما يتصل بالمقايضة، حيث أننا كنا نعتقد أن “حزب الله” هو الذي يتعمد العرقلة في هذا المجال، لكن تبين لنا أن الحزب ليس هو العقبة ولا يرفض المقايضة، وإنما هناك أطراف وقوى سياسية، لم يسمها، تقف موقفاً معارضاً للمقايضة وستكشف الأيام المقبلة هذه الجهات التي تقف أمام إتمام صفقة التبادل عبر المقايضة.
وشدد على أن الهيئة حريصة كل الحرص على نجاح ملف التفاوض، لأننا لا نريد أن نستعدي أحداً ولا نريد أن نتراشق بالسهام، لأن المهم عندنا هو إنجاز الملف والإفراج عن العسكريين سالمين. وقال “حتى لو أنجز حزب الله الصفقة، وحرر العسكريين سنرحب بهذا وسنضرب له التحية، لأن الهم الأساسي بالنسبة إلينا هو ألا يُقتل العسكريون وألا ندخل في أتون فتنة مذهبية لا تبقي ولا تذر”.
وأشار الشيخ أمامة إلى أنه “ما دامت هيئة العلماء تحرك الملف وتتابع جهودها توصلاً إلى حل، فلا خطر على حياة العسكريين، لكن المشكلة لو انهارت الجهود التي نبذلها وتبين للخاطفين أن الحكومة اللبنانية لم تستفد من هذه الاستراحة التي قدمتها الهيئة وعادت الأمور إلى المماطلة والمراوحة، فعندها ستكون حياة العسكريين في خطر وهذا ما لا نتمناه.