روى مصدر أمني مسؤول لـ”المستقبل” حقيقة ما جرى في منطقة تعمير عين الحلوة من اعتداء على دورية “المعلومات” من قبل مسلحي “سرايا حزب الله”، فأشار إلى أنه قرابة السادسة والنصف من مساء الخميس تبلّغت دورية من شعبة “المعلومات” في قوى الأمن الداخلي بحصول إشكال عند مستديرة الأميركان القريبة من التعمير بين “اللبناني محمود عنتر والفلسطيني محمود عدنان أحمد” فتوجّهت الدورية وقوامها ثلاثة عناصر بسيارة من نوع هوندا الى المكان، ولحظة وصولها فرّ أحدهما (أحمد) بسيارة من نوع مرسيدس إلى داخل التعمير فلحقت به الدورية لكنه سارع إلى الاحتماء في دكان يملكه والد محمد الديراني (أحد مسؤولي “سرايا حزب الله”) في المنطقة حيث تبين أنّ الأخير علم مسبقاً بتوجّه الدورية إلى المنطقة وأعد العدّة والعناصر المسلّحة لـ”استقبالها” بكمين مؤلف من عدد من مسلّحي “السرايا” الذين انتشروا في المكان، من بينهم وليد الملاح الذي بادر إلى إطلاق النار باتجاه الدورية وعمد إلى وضع مسدس برأس أحد أفراد الدورية وانتزاع بندقيته (من نوع زخاروف)، بينما حاول عناصر “السرايا” احتجاز أفراد الدورية، فجرى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين ما أدى إلى إصابة زجاج سيارة “المعلومات” وتضررها برصاص المعتدين.
وعلى الفور جرت اتصالات من قبل مخابرات الجيش مع قيادة “حزب الله” لتدارك الوضع، سرعان ما أثمرت إعادة بندقية عنصر “المعلومات” عبر تسليمها لمخابرات الجيش. وأعقب ذلك استنفار كبير لقوة ضاربة من “المعلومات” حضرت خصيصاً من بيروت، إلى جانب انتشار واسع للجيش وقوى الأمن الداخلي في المنطقة، قابله انتشار كثيف لمسلحي “سرايا حزب الله” على أسطح المباني وداخل بعض أحياء التعمير.
ولاحقاً حاولت قوة من مخفر صيدا الجديدة الكشف على مكان الحادث في التعمير فتعرضت بدورها لإطلاق نار ما أدى إلى تجدد الاشتباكات، ثم جرت اتصالات ساهمت في إعادة تهدئة الوضع، في حين أبقت قوة “المعلومات” على انتشارها وإجراءاتها في المنطقة حتى تمكنت من توقيف المتسبّب الأساس في الإشكال الفلسطيني محمود عدنان أحمد، وهو أحد عنصر “السرايا” الذين يأتمرون بأوامر الديراني.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”المستقبل” أنّ عدد عناصر ما يسمى “سرايا المقاومة” الذين انتشروا في التعمير خلال الاشتباك مع دورية “المعلومات” المؤلفة من 3 عناصر تجاوز الـ150 عنصراً، بينهم فلسطينيون، وتوزعوا على ثلاث مجموعات: مجموعة محمد الديراني وشقيقه أحمد ووليد الملاح ومعهم حسن فقيه وآخرون وجميعهم من التعمير، ومجموعة محمد المصري من التعمير الجواني ومجموعة علي الجعفيل من الفيلات، مع الإشارة إلى أنّ 20 منهم كانوا ضالعين في إطلاق النار المباشر على القوى الأمنية في وقت انتشر البقية بكامل أسلحتهم الحربية على أسطح المباني وفي الشوارع الداخلية، وهي عبارة عن أسلحة كلاشينكوف وأم 16 وbkc وقذائف B7. وعلمت “المستقبل” أن الديراني ومجموعته لا يزالون في التعمير فيما عاد عناصر المجموعات المسلحة الأخرى إلى الأحياء التي أتوا منها، ولم يظهر أي منهم نهاراً غداة أحداث ليل الخميس.