أكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية لـ“الجمهورية” انّ “زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى باريس لم تكن زيارة عادية على الإطلاق، وقد أعِدّ لها برنامجٌ هو للرؤساء فقط. فالجولة التي قام بها على مختلف مؤسسات الدولة الفرنسية والسلطات الدستورية والسياسية والعسكرية هي إستثنائية بكلّ ما للكلمة من معنى، وهي تعويض للبنان عن غياب وجود رئيس جمهورية منذ أكثر من مئتي يوم”.
ولفتَت إلى أنّ “الإهتمام الفرنسي بالوضع في لبنان لم يعُد موضوع جدل. فالموفَد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي عاد الى باريس قبل ساعات على زيارة سلام قدّم تقريراً مفصّلاً إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تضمّنَ جردة بالمواقف التي اطّلع عليها مرفقةً بخريطة طريق توحي من خلال اللجوء اليها باحتمال الوصول الى تفاهم يمكن ان يُصاغ على اعلى المستويات بين باريس وطهران والرياض”.
وذكرت انّ “هولاند طلب من جيرو مواصلة المهمة التي كُلف بها لدى جميع المعنيين بالملف اللبناني، وأيّ طرف اقليمي او دولي يمكن ان يغيّر الوضع في لبنان ويساهم في مَلء الشغور الرئاسي في أسرع وقت ليكون للبنان موقعه في أيّ حلّ يتناول أزمات المنطقة وينهي الإنقسامَ والتشتّت في السلطة اللبنانية التي تفقتد رئيس الدولة، فالهواجس الفرنسية تقف عند حدود إنهاء الفراغ الدستوري في لبنان قبل دخول المنطقة مرحلة التفاهمات لئلّا يكون أيّ جزء منها على حساب لبنان ومصالحه العليا ما لم يكن حاضراً على طاولة المفاوضات”.
وختمت: إنّ “هولاند ابلغَ الى سلام والوفد المرافق بأنّ جيرو سيتوجّه الى طهران مطلع الأسبوع المقبل لمواصلة الإتصالات التي بدأها قبل ان يتوجّه مجدّداً إلى الرياض تعزيزاً للإتصالات التي لم تتوقف عبر سفارتي البلدين سعياً الى الحفاظ على الإستقرار في لبنان وإحياء الحياة الدستورية في مؤسساته”.