اجرت صحيفة “النهار” مقابلة مع عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب ستريدا جعجع لمناسبة الأعياد.
وفيما يلي تفاصيل المقابلة:
على الرغم من انشغالاتها الكثيرة ومسؤولياتها النيابيّة والسياسيّة والخدماتيّة، إلّا أن نائب قضاء بشري، زوجة قائد القوات اللبنانيّة، وشريكة الحكيم في السرّاء والضرّاء، ستريدا جعجع، تنتظر عيد الميلاد سنويًا. تبدأ التحضير له قبل أشهر، تتذكّر الرفاق في الحزب، أهالي منطقتها، أولاد المنتسبين، وطبعاً لا تنسى زوجها وعائلتها. تنظّم ليلة العيد وتهتمّ بأدقّ التفاصيل من الزينة إلى المأكولات والضيافة، تجمع عائلتها حولها لتحتفل معهم بميلاد المخلّص يسوع المسيح.
أولادنا كثر
تعتبر جعجع في حوارها مع “النهار” أن الحديث عن زمن الميلاد والتحضيرات له، هو أجمل الأحاديث، في خضمّ البشاعة التي تحيط بالمنطقة العربيّة. تقول جعجع: “هذا العيد يعني لي الكثير، إنه عيد ولادة يسوع المسيح، المخلّص الذي فدى نفسه من أجل العالم وبذل أسمى التضحيات. هذا العيد يؤثّر بي كثيرًا خصوصًا عندما أرى أناسًا غير قادرين على الاحتفال، وأطفالًا من غير عائلة تحتضنهم”.
هذه المشاعر التي تختلج في قلب زوجة الحكيم ورفيقة دربه، تحضّها على العمل بجهد مع الفريق كخليّة نحل، خلال الفترة التي تسبق العيد، لتأمين بعض من حاجات أبناء القضاء وأبناء القوّات اللبنانيّة وعِيلهم. تقول ستريدا جعجع: “أخذت على عاتقي تزيين المنطقة التي أنوب عنها في البرلمان، أي قضاء بشري الذي يضمّ اثنتي عشرة بلدية. كما نقوم بتوزيع نحو 3500 هدية لأولاد المنطقة من دون استثناء باسم سمير وستريدا جعجع، مذ دخلت قبة البرلمان من عشر سنوات تقريبًا. ولا أنسى أولاد وعائلات الرفاق والحرس والمواكبة الذين يعملون في مواقعنا، إذ تصل الهدايا إليهم باسم الحكيم واسمي، ونوزّع عليهم حلوى الميلاد”.
يوم العيد
على الرغم من التزاماتها الكثيرة، لكنها لا تنسى أنّها سيّدة بيت ولديها مسؤوليّات داخل العائلة، فتقول: “أحبّ هذه المناسبة وأوليها اهتمامًا خاصًا. زيّنت معراب أكثر من العادي، وضعنا الشجرة استعدادًا لاستقبال العيد. في ليلة العيد نستقبل العائلة في منزلنا وأصرّ على تزيين السفرة، لا أعدّ الطعام شخصيًا نظرًا إلى ضيق وقتي، ولكن أختار قائمة المأكولات وأحرص على تقديم حبش العيد التقليدي. عدا عن الأكل والاحتفالات، نبدأ الليلة بالمشاركة في القداس الإلهي في تمام الساعة السابعة، وهذه السنة سيقدّم عن نيّة أمي وأبي، وعن نية عمو فريد والد الحكيم، ثم نجتمع على مائدة الطعام عند الثامنة والنصف مساءً. ما يميّز هذه الليلة أنها عائليّة بامتياز مع زحمة أولاد أخوتي الذين أصبحوا شبابًا اليوم”.
هدية انتظرتها كثيرًا
لستريدا جعجع ذكريات مع الميلاد، ولعلّ أكثرها بديهيّة، هي علاقتها ببابا نويل الذي يحبّه الأولاد، فتستذكر سنين الماضي قائلة: “لقد عدت سنين كثيرة إلى الوراء، أتذكّر عندما كنّا صغارًا ونجتمع حول الشجرة والهدايا تحتها، كنت أؤمن ببابا نويل وأنتظره ليمرّ ويترك لي هديتي”.
الهدية التي انتظرتها كثيرًا، حصلت عليها في سنّ الثانية عشرة، تروي جعجع ضاحكة: “كانت جدّتي تضع قرطين ماسيين في أذنيها، “بس من الالماس اللي بيعجبوا الخاطر”، وكانت قد وعدتني بتقديمهما إلي عندما أبلغ الثانية عشرة من عمري، لقد انتظرت هذه السنّ وحصلت عليهما”.
أبحث عن أثر
أمّا اليوم، فلم تعد الهدايا تعني لها، بل باتت تبحث عمّا يترك أثرًا في نفوس الناس، فتقول: “لم أعد أحبّ الهدايا، فهي لم تعد تشبعني من الداخل، اليوم بت أفرح بما يسعد أهلنا وأولادنا ويجعلهم يتمسكون بأرضهم. قبل الأربعين كنت أفرح بالهدايا الشخصيّة، اليوم أريد ما يترك أثرًا، والدليل فرحتي السنة الماضية عند انتهاء مشروع بيت الطلاب في ضبيه الذي خصّصته لأولادنا في منطقة بشري. كانت أجمل هدية في عيد الميلاد”.
انهماكها الدائم منعها حتى اليوم من اختيار الهدية المناسبة للحكيم، وتقول: “لم أجلب له هديته بعد، ينصبّ تفكيري على تأمين هدايا الأولاد وإنجاز المشاريع للمنطقة، وهذه الأمور تفرحه لأنه لطالما اهتمّ بالآخرين قبل التفكير بنفسه”.
أكفر أحيانًا
مع تقدّم الحياة وسرعتها، لم يعد للعيد رهجته السابقة، هذا ما تشعر به ستريدا جعجع: “باتت الحياة سريعة، لم يعد الناس يهتمون بالأمور العميقة بل بقشور الحياة، نسوا المعنى الروحاني لهذا العيد، لذا أدعو اللبنانيين المسيحيين أن يهتموا بالمشاركة في القداس الإلهي والصلاة في هذا اليوم إضافة إلى اهتمامهم بالاحتفالات التي ترافقه”.
في ليلة العيد، كلّ مسيحي مؤمن يطلب من الله أن تولد فيه روح جديدة مع ولادة المسيح، وأن يمّحى البغض من قلبه، فما الذي تطلبه جعجع؟ تقول: “نحن على تماس مباشر مع الناس في كلّ دقيقة وكلّ لحظة، أحيانًا أكفر بسبب طلبات البعض التي لا تُحتمل، مثلًا قد يحتاج أحدهم إلى وظيفة ليعيل عائلته، وعند تأمين الوظيفة له يعترض على دوام العمل، فأكفر. لذلك أطلب من الله أن يسامحني وأن يعطيني نعمة الصبر لأستمرّ، خصوصًا أن التعاطي مع الناس رسالة، والاحتكاك معهم مؤلم وصعب”.
“بستحلي” …
إضافة إلى ذلك، تتمنى أن تعيش مع زوجها ببساطة، أن تعيش تفاصيل العيد كأي ثنائي عادي، لكن وضعهما السياسي والأمني لا يسمح بتنقلهما أو عيش حياتهما بطريقة طبيعيّة: “بستحلي عيش أنا وياه متل كل الناس، أن نشارك معًا في قداس منتصف الليل خارج معراب، أتمنى أن نركب سيارتنا ونذهب معًا إلى السوبر ماركت، أحب اختيار حلوى العيد بنفسي، ولكن حياتنا ضاغطة”.
وتنهي أمنياتها بطلب نعمة الصبر لتستمرّ في رسالتها في التعاطي مع الناس، وأن يوصل الله اللبنانيين كلّهم إلى تحقيق سيادة بلادهم وحريتها، وأن تبنى دولة الحقّ، التي يكون فيها الجيش اللبناني وحده حامي الحدود.