Site icon IMLebanon

حادث مأسوي…ذهب ايلي ليساعد صديقه فخطفه الموت

elie-jabbour

قصة أكثر من مأسوية تتجسد في حادثة وفاة الشاب ايلي جبور ابن الـ33 عاماً، والذي يُجمع معارفه في روايتهم لمفارقته الحياة فجر اليوم على عبارة: “وكأن الموت ناداه”.

في صالون كنيسة الحكمة في الأشرفية، يسود صمت وتنهمر دموع من لم يصدقوا بعد ان ابن حي كرم الزيتون شاغل الدنيا، الممتلىء ديناميكية والمكافح من أجل تحسين ظروفه المادية قد فارق هذه الدنيا.

كان ايلي قد دعا عدداً كبيراً من أصدقائه الى سهرة في مطعم في منطقة المنصورية، استثمر فيه منذ أسبوعين وبذل جهداً كبيراً لانجاح المشروع.

بعد نهاية السهرة، وقع حادث سير مع صديقين كانا قد غادرا المطعم، وحين أراد ايلي مغادرة المطعم طرأ عطلٌ على سيارته، فغادرت زوجته زينة مع أصدقاء للزوجين، وفي الطريق علمت زينة ان حادث سير وقع مع الصديقين، فعادت أدراجها الى المطعم لاصطحاب ايلي لمساعدتهما.

“كان مستعجلاً”

في هذه الاثناء، كان العطل في سيارة ايلي مستمراً، الى ان اشتغل المحرك، فقاد ايلي سيارته، فيما زوجته بقيت في سيارة الاصدقاء، واتجه الجميع الى مكان حادث السير في المكلس لمساعدة الصديقين. وفي الطريق، كان الجميع يشير الى ايلي لتخفيف سرعته لكنه كان مستعجلاً للوصول الى مكان الحادث. وحين بلغ المكان، وقعت الكارثة، اذ اصطدمت سيارة ايلي على الفور “ببلاطة” حضرت لرفع السيارة من المكان، اذ كان المكان معتماً، ولم يرَ ايلي “البلاطة”، وعلى الفور أصيب بكسر كبير في الرقبة وفارق الحياة.

رواية الحادث أخبرنا إياها سليمان رزق، مسؤول مكتب الرياضة في “القوات اللبنانية” في منطقة كرم الزيتون، وهو صديق مقرب من ايلي العضو في المكتب عينه، وأضاف في حديثه لـ”النهار”: “كل مجريات الحادث تدلّ على ان الموت كان ينادي ايلي، جميعنا مصدومون، ولا نصدق ما جرى لصديقنا وشقيقنا، صحيح ان الصفات الحسنة سرعان ما تغدق على المرء بعد وفاته، لكن الأمر في حالة ايلي حقيقة، فقد كان ابن الحي “الخدوم” الطيّب، المكافح الذي يجد الوقت للقيام بأعمال عدة في آن والذي لا تفارق الضحكة وجهه رغم مشاكل الحياة التي تحملها بصمت”.

“الدنيا لا تسعه”

ويقول رزق: “كان ايلي يملك صالون حلاقة رجالي في الكرم، كما عمل جاهداً لتحسين أوضاعه وكانت الدنيا لا تسعه مع استثماره في مطعم في المنصورية منذ أسبوعين، لكن القدر لم يكتب له ان يفرح بالمشروع، فغادر الحياة باكراً تاركاً زوجة مفجوعة تشعر بالذنب لأنها طلبت من ايلي الذهاب الى مكان الحادث ومساعدة الأصدقاء، وولدين، أولهما في عمر الاربع سنوات والثاني يبلغ سنتين فقط”.

داخل الكنيسة، لا تقوى زينة على الحديث، عقدة الذنب تكاد تقتلها، وكل من يقترب منها للتعزية، يردد على مسامعها ما مفاده: “انه القدر ولا بدّ ان تتغلبي على أحزانك بالايمان، فايلي صار بالسما”…

ايلي جبور ضحية جديدة تضاف الى مآسي الطرق. وفي كل مرة تقع خسارة، تتكرر المناشدات بضرورة وجود قانون سير قابل للحياة يطبق بحزم، وضرورة ان تضاء الطرق، ولا تترك عتمتها كفخ يصطاد الناس في ريعان شبابها ويخطفها من أحبتها.