أكدت أوساط متابعة لـ”السياسة” أن “حزب الله” وقوى مسيحية في الحكومة يرفضون تكليف “هيئة العلماء المسلمين” التفاوض بشأن ملف العسكريين، لأنه يؤخذ عليها انحيازها إلى جانب المسلحين منذ بداية الأزمة في عرسال.
وتتهم مصادر “8 آذار” الهيئة بأنها لم تكن جادة عندما توسطت في آب الماضي لوقف إطلاق النار، إثر معركة عرسال التي اختطف فيها العسكريون، إذ كان الحديث يجري عن هدنة لساعتين فقط، لكن أحد أعضاء الهيئة خرج إلى الإعلام ليعلن أن اتفاق وقف إطلاق النار دائم ويتألف من أربعة بنود، آخرها بدء التفاوض مع الخاطفين لإطلاق سراح العسكريين الذين تم نقلهم إلى جرود القلمون السورية.
ولفتت الأوساط إلى أن ما يطالب به إرهابيو القلمون، أي الإفراج عن سجناء روميه، كان مطلب هيئة العلماء منذ الأساس، وقد نظمت سلسلة تحركات باتجاه وزارة الدفاع للضغط على الحكومة من أجل الإفراج عنهم، وذلك قبل معركة عرسال، وقبل خطف العسكريين.
وتعتبر أوساط “حزب الله” أن حل أزمة العسكريين المخطوفين تبدأ من سوريا بالتعاون مع النظام وجيشه في حرب القلمون، والحسم العسكري وحده هو الذي يمكن أن يحرر المخطوفين، لأن الخاطفين ليسوا جديين في المفاوضات لتحقيق أي نوع من أنواع المقايضة، وبالتالي يريدون الاحتفاظ برهائنهم كدروع بشرية ضد أي هجمات ضدهم، أو للابتزاز من أجل الحصول على مؤن وإمدادات، وقد نجحوا بذلك حتى الآن.
وتشدد أوساط “8 آذار” على أنه لن يصار إلى تكليف هيئة العلماء المسلمين بالتفاوض، لأن هذه الخطوة هي استكمال للعبة الابتزاز التي مارسها الخاطفون واستخدموا فيها أهالي العسكريين، بتحريضهم على النزول إلى الشارع وقطع الطرقات، في حين أن أجندة الذبح، لم تتوقف لحظة واحدة.