مع استمرار المشهد السياسي الداخلي على حاله من البلبلة إن من حيث استمرار خلو منصب رئيس الجمهورية، أم من حيث المخاوف التي خلفها المنحى الذي اتخذه ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، ساد الجمود الاسواق المالية اللبنانية الاسبوع الماضي ايضا تحسبا لما تخبئه الايام المقبلة من تطورات غير مطمئنة للمستثمرين وأصحاب الرساميل. الى ذلك، جاء اللغط الذي واكب الحوار الموعود بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” والذي عوّل عليه البعض ليشكل مدخلا لإعادة اللحمة الى المكونات السياسية الاخرى بما يمهد لعودة الامور الى مسارها الطبيعي في البلاد، ليضفي مزيدا من الغموض على الاجواء السائدة فيها.
امام هذا المشهد السياسي – الامني المتكرر منذ فترة طويلة، كاد الاسبوع الماضي ان يكون استكمالا للاسابيع التي سبقته من حيث خمول النشاط في بورصة بيروت لولا صفقتان خاصتان كبيرتان نسبيا الخميس والجمعة الماضيين على شهادات ايداع “بنك عوده” واسهمه المدرجة رفعت حجم التداول فيها اضعافا مضاعفة، انما في سوق بالغة الانتقائية وضيقة في ما خص مكوناتها الاساسية الاخرى التي اقتصرت المبادرات في اتجاهها على مساعي البعض لتلبية حاجاتهم الملحة من السيولة بيعا لكميات محدودة منها كلما وجد من له مصلحة في شرائها بالاسعار المعروضة بها والتي تباينت من موقع الى آخر مع اقتراب موعد ترتيب المحافظ المالية قبل إقفال حسابات السنة الجارية حيث تكثر محاولات رفع اسعار عدد منها. وقد افاد من هذه العمليات قطاع المصارف اكثر من غيره خارج اطار الصفقتين الخاصتين اللتين تناولتا “بنك عوده” والتي افضت اولاهما الى تبادل 475000 شهادة ايداع عائدة اليه دفعة واحدة الخميس الماضي بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,60 دولارات للشهادة الواحدة، اي بما مقداره 3,135,000 دولار، والتي عادت وانهت الاسبوع بـ6,54 دولارات وفقا لقاعدة العرض والطلب التقليدية في مقابل 6,50 دولارات الجمعة 5 كانون الاول (زائد 0,61 في المئة)، والثانية الى تبادل 1,752,727 سهما مدرجا عائدة الى هذا المصرف دفعة واحدة الجمعة الماضي بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ6,18 دولارات للسهم الواحد، اي بما مقداره 10,831,851 دولارا، وهو السعر الذي اقفل به الاسبوع في مقابل 6,22 دولارات الجمعة 5 كانون الاول (ناقص 0,65 في المئة) بعدما تقلبت اسعاره بين 6,23 دولارات الاثنين الماضي و5,94 دولارات الخميس الماضي وفقا لقاعدة العرض والطلب التقليدية. الى ذلك، شهد قطاع المصارف عمليات على صكوك اخرى وفقا لقاعدة العرض والطلب التقليدية افضت الى ارتفاع اسعار اسهم “بنك عوده” التفضيل – F من 102,00 دولارين الى 102,20 (زائد 0,19 في المئة) واسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,64 دولارا الى 1,65 (زائد 0,60 في المئة) وشهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” من 9,60 دولارات الى 9,65 (زائد 0,52 في المئة) واسهمه المدرجة من 8,75 دولارات الى 8,80 (زائد 0,57 في المئة) والذي استقرت اسعار اسهمه التفضيلية – 2011 على 10,20 دولارات. وحصل ذلك الاسبوع الماضي، في سوق نشيطة جدا بفضل الصفقتين الخاصتين على شهادات ايداع واسهم “بنك عوده” اللتين بلغتا 2,227,727 شهادة وسهما قيمتها 13,966,853 دولارا، اي ما مجموعه 2,526,712 صكا قيمتها 16,627,919 دولارا ونسبتها 81,41 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة، في مقابل تداول ما مجموعه 283646 صكا قيمتها 1,440,464 دولارا ونسبتها 40,13 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه.
الى ذلك شهدت اسهم “سوليدير”، حركة نشيطة عليها في اطار قاعدة العرض والطلب التقليدية، فتقلبت اسعارها من ادنى على 11,07 دولارا مطلع الاسبوع الماضي الى اعلى على 11,49 دولارا في نهايته لتقفل الفئة “أ” فيها الجمعة 12 كانون الاول بـ11,48 دولارا في مقابل 11,41 الجمعة 5 منه (زائد 0,61 في المئة) والفئة “ب” بـ11,41 دولارا في مقابل 11,36 في الفترة عينها (زائد 0,44 في المئة). وجرى ذلك في سوق أكثر نشاطا اذ تبودل فيه ما مجموعه 329048 سهما من الفئتين قيمتها 3,724,234 دولارا ونسبتها 18,23 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة، في مقابل تداول ما مجموعه 185360 سهما من الفئتين قيمتها 2,148,831 دولارا ونسبتها 59,87 في المئة من الحجم الاجمالي للبورصة في الاسبوع الذي سبقه.