وسعت «مافيا المولدات» في قضاء زحلة من مروحة ابتزازها المواطنين في ظل غياب أي محاسبة رسمية. هذا الغياب دفع بعض اصحاب المولدات الى رفع منسوب ارهابهم، بتهديد عدد من إعلاميي البقاع الاوسط، على خلفية طرح موضوع الاشتراكات المرتفعة لبدلاتهم المالية، التي يستوفونها من المشتركين في زحلة وقرى قضائها.
خروج على «الاتحاد»
في المقابل، وقبل ايام من انطلاق العمل بمشروع انتاج الكهرباء، من قبل شركة كهرباء زحلة، برز انقسام في مدينة زحلة، محوره خلافات بين اصحاب المولدات، اذ وزع امس بيان حمل توقيع عدد من اصحاب المولدات، أكدوا فيه رفض ما اطلق عليه اسم «اتحاد اصحاب المولدات في البقاع الاوسط»، ومعلنين الخروج منه، لا سيما انهم ضد الاستمرار في سياسة الترهيب والابتزاز، وانهم يؤيدون مشروع الإنتاج المقدم من كهرباء زحلة، مبدين استعدادهم لوضع أنفسهم ومولداتهم في تصرف كهرباء زحلة، مؤكدين أن الاتحاد لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد وهم غير معنيين بأي من قراراته غير الرسمية وغير القانوينة، خصوصاً ان الاتحاد لا يملك اية صفة قانونية، وانه يدار من قبل شخص واحد، لا هم له سوى الابتزاز وبات معروفاً للجميع ومعلوماً لدى كل الاجهزة الامنية والعسكرية.
الى ذلك برز استياء شعبي في زحلة وقرى قضائها، من الاصرار على تسعيرة الاشتراك على حالها، على الرغم من الانخفاض المستمر في اسعار المازوت. وقد رفع عدد من الاهالي منشورات طالبوا فيها اصحاب المولدات بالكف عن ابتزازهم الذي فاق كل حدود، سائلين وزارة الطاقة عن دورها في وقف جشع هذه الفئة التي استنزفت منذ سنوات طويلة مواردهم المالية من دون حسيب ورقيب.
وتحدثت بعض المنشورات عن ان اسعار المازوت تتراجع اسبوعاً بعد آخر، بينما فواتير اصحاب المولدات لا تعرف النزول والانخفاض.
الاستهتار الى متى؟
وسأل طوني صاحب إحدى المؤسسات الاستهلاكية في زحلة: الى متى نبقى أسيري اصحاب المولدات وجشعهم؟ فيما أشار بعض الاهالي والمشتركين الى انه بعد انخفاض 7000 ليرة من سعر صفيحة المازوت، لا يزال اصحاب المولدات يستوفون البدلات نفسها، واسعار الطاقة من خلال المولد لا تزال مرتفعة، تتجاوز عند البعض 900 ليرة للكيلواط الواحد، في تصرّف يتجاهل كل تعاميم وزارة الطاقة التي تحدد لأصحاب المولدات تسعيرة الكيلو وات، الا ان اصحاب المولدات لا يعترفون إلا بتسعيرتهم التي تفوح منها رائحة الجشع ولا شيء غيره.
تأييد المشروع .. لكن بأسعار مقبولة
عقد اصحاب المولدات الخاصة في زحلة اجتماعا لهم قبل ظهر امس للبحث في ما وصل اليه سلوك بعض اصحاب المولدات نتيجة لمعاودة شركة كهرباء زحله عملية انتاج الطاقة، معلنين ترحيبهم وتأييدهم على ان تتناسب الاسعار مع القدرة الشرائية للمستهلك. وجاء في بيان صادر عنهم: «اتخذنا من توليد الكهرباء خدمة لسد فراغ تقصير الدولة في مجال الانتاج»، مشددين على انهم باقون في «المرصاد للانتاج في حال تقصير الدولة ولمنع أي تقصير بالانتاج». مطالبين بـ « ضرورة احترامها لمبدأ السعر العادل الذي التزمته علناً».
واوضحوا «أن الاجتماعات التي يعقدها بعض اصحاب المولدات لا تمت الينا بصلة لأنهم يمثلون فئة صغيرة وما يصدر عنها لا يلزم الاكثرية ونحن كنا ولا زلنا تحت سقف القانون وخدمة اهل زحله».