طوني رزق
تراجع النفط الى 59 دولاراً للبرميل وبَدا على روسيا الانزعاج الاقتصادي فبدأت ببيع الذهب الذي اشترته في السابق لمواجهة العقوبات الغربية. لكنّ الروبل واصل تراجعه حتى ما بعد رفع أسعار الفائدة الروسية فوق الـ 10 في المئة.
بلغت نسبة تراجع النفط الاميركي هذا الاسبوع الـ 10 في المئة. وهذا هو الاسبوع العاشر على التوالي من الهبوط في اسعار النفط. ويأتي ذلك مع تخفيض كل من المملكة العربية السعوية والعراق والكويت لأسعار مبيعات النفط الى القارة الآسيوية بهدف الحفاظ على حصتهم في الاسواق.
ويبدو انّ هذه الدوَل سوف تواصل حرق الاسعار لاستبعاد المنافسة، وانّ تراجع الاسعار مستمر مع استمرار تجاوز حجم العرض حجم الطلب إذ حتى الوقت الراهن لا يبدو انّ ايّ دولة منتجة للنفط تبدي استعدادها لخفض حجم انتاجها.
فالانتاج والعرض العالمي ما زال يزداد رغم تراجع الاسعار بنحو 47 في المئة، وفي المقابل يواصل حجم الطلب العالمي التراجع في الوقت عينه، وذلك مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
على صعيد آخر ونتيجة الاضرار التي يلحقها خفض اسعار النفط والعقوبات الغربية عليها، بدأت روسيا مؤخراً حملة لبيع الذهب لمعالجة مشاكلها المالية. هذا الذهب الذي كانت روسيا تشتريه رخيصاً في الاشهر الماضية لتجهيز نفسها للصمود في الحرب الاقتصادية الواسعة التي يشنّها الغرب عليها والمتوقع ان تستمر الى وقت طويل.
فقد اعلن البنك المركزي الروسي يوم امس الاول انّ احتياطه الذهبي تراجع بنحو 4,3 مليار دولار اميركي، وكانت روسيا قد اشترت في الفصل الثالث من العام الحالي كميات من الذهب فاقت مشتريات كل الدول الاخرى.
وقد رفع ذلك حجم الاحتياطي الذهبي الروسي الى ثلاثة اضعاف، وتبيع روسيا الذهب حالياً لمحاربة التضخّم وتدهور اسعار صرف الروبل، علماً انها رفعت اسعار الفائدة على الروبل الى 10,5 في المئة من 9,5 في المئة، في محاولة لوقف تدهور العملة وارتفاع نسبة التضخم الى 9,1 في المئة في الشهر الماضي.
وفي عودة لتوقعات اتجاهات اسعار النفط وردّة فعل منظمة اوبك، صرّح وزير الطاقة الاماراتي انه لا يتوقع ايّ تراجع لمنظمة اوبك عن قرارها بالحفاظ على حجم الانتاج النفطي حتى ولو انخفضت اسعار برميل النفط الى 40 دولاراً اميركياً.
وكانت اسواق النفط العالمية سجلت ارتفاعاً في حجم الانتاج والتسويق النفطي بنحو 6 ملايين برميل نفطي يومياً من خارج منظمة اوبك، وتحديداً من الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.
تراوحت اسعار النفط أمس في نيويورك حول مستوى 58,24 دولاراً للبرميل، وفي اوروبا حول مستوى 62,55 دولاراً للبرميل. امّا اسعار الذهب فتراوحت امس حول مستوى 1211,50 دولاراً للاونصة في حين تراجعت اسعار الفضة ايضاً بنسبة 0,98 في المئة الى 16,89 دولاراً للاونصة. وما زال الذهب يتضرر من ارتفاع وتيرة التوقعات برفع وشيك لأسعار الفائدة الاميركية من قبل الاحتياطي الفدرالي في ردة فعل على التحسن المستمر للنمو الاقتصادي الاميركي.
السوق اللبنانية
البارز في بورصة بيروت الرسمية للأسهم أمس كان تراجع اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 2,61 في المئة الى 11,18 دولاراً، والفئة (ب) بنسبة 1,66 في المئة الى 11,22 دولاراً. وبذلك، تقترب هذه الاسهم من اختراق مستوى الـ11 دولاراً نزولاً تحت وطأة سوء الاوضاع العامة في البلاد.
وانسحب التراجع أمس على اسهم بنك بيبلوس التي انخفضت 2,42 في المئة الى 1,61 دولار، وأسهم بنك بيمو (2013) التي تراجعت 0,89 في المئة الى 100 دولار، وأسهم بنك بلوم التي انخفضت 0,89 في المئة الى 100 دولار، ولم يَحل ارتفاع اسعار بنك عودة العادية 1,61 في المئة وأسهم بنك بيروت الفئة (I) بنسبة 0,58 في المئة من دون تراجع البورصة اللبنانية أمس بنسبة 0,30 في المئة، وجاء ذلك وسط تداولات ضعيفة عموماً. وانسحب الوضع السيئ والحذر على اجواء سوق القطع الاجنبي مع استمرار تسجيل إقبال على الدولار على حساب العملة الوطنية.
الاسواق العالمية
بقي الاتجاه العالمي خارج الولايات المتحدة الاميركية في سَعي الى محاربة شبح الركود الاقتصادي الذي يهدد اقتصاديات مساحات واسعة من الكرة الارضية، وانضمّ أمس البنك المركزي السويدي الى هذه الحملة العالمية حرصاً على إبقاء اسعار الفائدة قرب الصفر في المئة، وذلك في رسالة الى الاسواق بأنه لا يألو جهداً في دفع الاقتصاد نحو التحسن وعدم الوقوع في الركود.
وفي المقابل كانت الاسواق تتوقع اقتراب وقت رفع الفائدة الاميركية، فكان ذلك السبب الرئيس أمس في رفع أسعار صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية الاخرى: فانخفض اليورو بنسبة 0,20 في المئة الى 1,2426 دولار، وتراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,33 في المئة الى 1,5662 دولار، كما تراجع الدولار الاوسترالي بنسبة 0,13 في المئة الى 0,8236 دولار، وارتفع الدولار الاميركي بنسبة 0,31 في المئة الى 0,9668 فرنك سويسري وبنسبة 0,02 في المئة الى 1,1583 دولار كندي.
امّا الين الياباني فاستفاد من تحسّن اسعار الاسهم ليرتفع أمس بنسبة 0,05 في المئة الى 118,69 يناً مقابل الدولار الاميركي، واستفاد الين ايضاً من انتصار رئيس الوزراء الياباني في الانتخابات ودعم ذلك ايضاً الكورون الجنوب الافريقي.
اما بورصات الاسهم فتراجعت امس في كل من الولايات المتحدة الاميركية وآسيا بتأثير من المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، فتراجعت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت ما بين 1,18 في المئة و1,79 في المئة، كما تراجعت اسهم بورصة طوكيو بنسبة 1,57 في المئة وبورصة هونغ كونغ 0,15 في المئة.
وتراجعت اسهم تايلاندا بأكبر نسبة في 11 شهراً مع تراجع اسعار النفط. اما في اوروبا فارتفعت الاسهم أمس بنسبة 0,30 في المئة في تداولات بعد الظهر في كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا، وجاء ذلك بعد تراجع البورصات الاوروبية بأكبر نسبة اسبوعية في ثلاثة اعوام بعد ان كانت قد ارتفعت الى أعلى مستوى لها في سبع سنوات في الخامس من كانون الاول الجاري. أمّا الأسهم اليونانية فزادت 2 في المئة أمس بعد تراجعها 20 في المئة في الاسبوع الماضي.