أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن لا خلاص لنا جميعاً إلا بالدولة اللبنانية لذا يجب قيام دولة فعلية في لبنان، وقال: “نحن من دعاة بناء دولة قوية وليس صورية، وانطلاقاً من هنا لا دولة من دون مؤسسات دستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، فبعد أيام قليلة يصبح لنا سبعة أشهر من دون رئيس، وانطلاقاً من هذا الواقع لا يستطيع أحد الإدعاء أنه مسيحي ويعمل لمصلحة المسيحيين ولكن في الوقت عينه يُعطّل موقع الرئاسة، كما لا يستطيع أحد الإدعاء أنه مقاومة وفي الوقت نفسه يُعطّل الانتخابات الرئاسية”.
جعجع، وخلال حفل استقبال أقامته الجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية في السفارة اللبنانية في الرياض، جدد التأكيد أن الحلّ يكون إما أن “ننزل جميعنا الى المجلس النيابي وننتخب رئيساً جديداً ونهنئه كلّنا، وإما فلنتفاهم بكلّ بساطة بدءاً من الفرقاء المسيحيين وصولاً الى كل اللبنانيين على اسم توافقي ننتخبهُ رئيساً كي لا نفتح المجال أمام الجميع للتدخل بانتخاباتنا الرئاسية”.
جعجع اعتبر ان تقديم 4 مليارات دولار للجيش اللبناني ليست خطوة اعتباطية من قبل المملكة السعودية بل لإيمانها أن هذا الجيش هو الوحيد القادر على تأمين الاستقرار والأمن للبنانيين”.
وشدد على ان أحداث طرابلس وعرسال وسواها تؤكد أن الجيش هو الوحيد القادر على تأمين الأمن والاستقرار، مشيراً الى أنه حصل افتئات في السنوات الأخيرة على الجيش الى حدِّ تصويره أنه غير قادر على حماية لبنان، ولكن أتت الأحداث الأخيرة لتُثبت ان المعركة الفعلية يخوضها الجيش فقط دون سواه، فكلّ ما يحدث على حدودنا الشرقية والشمالية يؤكد أن الجيش هو الوحيد القادر على حماية تلك الحدود وبالتالي هو قادر على حماية الحدود الجنوبية شرط أن تُفسح له الطريق من خلال اعادة القرار الأمني والاستراتيجي الى كنف الدولة اللبنانية”.
ولفت الى ان “كل القرار يجب ان يعود الى الدولة اللبنانية وحدها باعتبار ان الدولة موجودة ليكون كل القرار في داخلها لا خارجها وبالتالي علينا أن نفعل المستحيل لإعادة كل القرار الى الدولة”.
واذ رأى ان “الانتخابات النيابية ستحصلُ حتماً بعد إجراء الانتخابات الرئاسية”، دعا جعجع اللبنانيين الى “الإسراع في تغيير الطاقم السياسي الحاكم للتخلص من الفساد الذي نعيشه”.
جعجع توجه بالشكر للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدا أن السعودية كانت دوماً الى جانب لبنان.
وقال:” صحيح ان المملكة هي مملكة الرئيسين رفيق وسعد الحريري ولكن لا يجب أن ننسى أنها أيضاً كانت مملكة الرئيس كميل شمعون والرئيس بشير الجميّل، ففي الحرب الأهلية حين كانت التشنجات بين اللبنانيين كثيرة أثبتت المملكة أنها لكلّ اللبنانيين بالفعل، لذا نقول شكراً جزيلاً للمملكة العربية السعودية على ما فعلته وقدمته خلال تاريخنا بمجمله”.