Site icon IMLebanon

انهيار أسواق العملات تأثّراً بالعقوبات وانخفاض النفط: تدهور الروبل رغم زيادة الفائدة وانتقال العدوى لليرة التركية

StockMarketsConfusion
وكأن الاقتصاد العالمي أبى إلا أن ينهي عام «الأحزان» بمزيد من المآسي والانهيارات في أسواق المال. ترجمة هذه الصورة تمثلت أمس بيوم التدهور التاريخي للعملة والأسهم الروسية، التي تتأثر أساساً بالعقوبات الاقتصادية الغربية، بموازاة انحدار قياسي لليرة التركية تأثراً بأزمة الاقتصاد الروسي من جهة، وبالحملات التي تستهدف الصحافة التركية من جهة اُخرى.

في روسيا، دفع الاضطراب الذي شهدته أسواق العملات العالمية أمس المستثمرين صوب الملاذات الآمنة، مثل الين والفرنك الفرنسي مع تهاوي الروبل وهبوط أسعار النفط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل. وكانت الكرونة النروجية الخاسر الأكبر بين العملات الرئيسية. وهبطت عملة النروج الغنية بالنفط لأدنى مستوياتها فيما يزيد على 10 سنوات مقابل الدولار وتراجعت عن مستوى التكافؤ مع نظيرتها السويدية وذلك للمرة الأولى في نحو 15 عاما.

وشهدت أسواق العملات تقلبات بعد يوم من قيام المصرف المركزي الروسي برفع الفائدة 650 نقطة أساس إلى 17 في المئة لوقف انهيار الروبل. لكن جهوده لم تكلل بالنجاح وهوت العملة إلى مستوى قياسي منخفض فوق 80 روبلا للدولار.

وهبطت الكرونة النروجية نحو 4 في المئة إلى 0.9800 كرونة سويدية مسجلة أدنى مستوياتها منذ 1992. وتراجعت لأدنى مستوياتها في 11 عاما مقابل الدولار عند 7.6533 كرونات وما زالت بصدد أكبر انخفاض لها فيما يزيد على 20 عاما.

وارتفع الين 1.8 في المئة إلى 115.56 ينا مقابل الدولار مسجلا أعلى مستوياته في شهر. وصعد الفرنك السويسري إلى 1.20085 دولار مقتربا من أعلى مستوياته منذ أيلول 2012. وارتفع اليورو الذي ينظر إليه كملاذ آمن إلى أعلى مستوياته في 3 أسابيع مقابل العملة الأميركية مسجلا 1.2570 دولار مدعوما ببيانات أظهرت تحسنا طفيفا في أنشطة الشركات بمنطقة اليورو في كانون الأول مقارنة مع ما كان متوقعا.

«المركزي» الروسي

واثار الهبوط التاريخي للعملة الروسية مخاوف غير مسبوقة منذ وصول بوتين الى السلطة عام 1999، فيما بادر المصرف المركزي الروسي ليل الاثنين الثلاثاء إلى رفع قيمة الفائدة الى 17 في المئة اي بارتفاع 6 نقاط ونصف بعد ان شهد الروبل انتكاسة الاثنين بخسارته 10 في المئة من قيمته. وجاء في بيان للمصرف المركزي الروسي ان «القرار يهدف الى الحد من تدهور قيمة الروبل».

غير ان الارتياح دام أقل من ساعتين في الاسواق بعدما حقق الروبل ارتفاعا بنسبة 5 في المئة عند افتتاح المداولات، ليعود ويسرع تدهوره فجأة الى مستويات قياسية جديدة اذ تراجع بأكثر من 10 في المئة مع ارتفاع اليورو الى 90 روبلاً والدولار الى عتبة تاريخية قدرها 70 روبلاً. وبموازاة ذلك تراجع مؤشر بورصة موسكو «ار تي اس» 14 في المئة بعدما كان تراجع الاثنين 10 في المئة.

وقالت الفيرا نابيولينا محافظة المصرف المركزي الروسي أمس ان سعر الروبل يقل كثيرا عن قيمته الحقيقية وان إستعادة العملة توازنها سيستغرق بعض الوقت. وصرحت لمحطة روسيا 24 التلفزيونية التابعة للدولة أن المصرف المركزي على استعداد للتنسيق مع الحكومة لدعم الروبل.

وقالت نابيولينا ان الهدف من قرار المصرف هو احتواء الآثار السلبية لضعف الروبل مضيفة أن الشركات الروسية قادرة على سداد ديونها الخارجية.

وفي تصريح ينطوي على الكثير من الخطورة، رأى الرجل الثاني في المركزي الروسي ان وضع الروبل «دقيق» ويتراجع بسرعة لليوم الثاني على التوالي معلنا عن تدابير جديدة بعد عدم مساهمة رفع معدل الفائدة في تهدئة السوق.

ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن سيرغي شفيتسوف قوله «ان الوضع دقيق. حتى في اسوأ السيناريوات لم نتوقع قبل عام ان هذا الامر سيحصل فعلا»، مضيفاً «بعد قرار رفع معدل الفائدة سيتخذ المصرف المركزي تدابير اخرى».

العملة التركية

وفي تركيا، تراجعت الليرة أمس الى ادنى مستوياتها التاريخية مقابل الدولار واليورو، على اثر اضطراب الاسواق بعد انهيار الروبل والحملات التي تستهدف الصحافة التركية المعارضة.

وقد خسرت الليرة التركية حوالى 0,60 في المئة بالمقارنة مع يوم الاثنين وبلغت 2,41 ليرة للدولار الواحد، ثم تراجعت الى 2,38 ليرة في الساعة 12,30 بتوقيت غرينتش. وارتفع اليورو 1,5 في المئة بالمقارنة مع يوم امس وبيع بـ2,98 ليرة بعدما اجتاز عتبة 3 ليرات.

ولوقف هذا التراجع، اعلن المصرف المركزي التركي انه سيغطي مباشرة ابتداء من الاربعاء «الحاجات على صعيد العملات الاجنبية للمؤسسات العامة التي تستورد الطاقة من اجل تقليص المخاوف من تعرضها للاضطرابات الحالية في الاسواق المالية». وسجلت بورصة اسطنبول من جهتها تراجعا بلغ 3,2 في المئة.

وقد اثر اعتقال اربعة وعشرين صحافيا معارضا للنظام الاسلامي المحافظ في انقرة على اسواق قلقة اصلا من هشاشة وضع تركيا وتدهور الروبل.

واستهدفت الاعتقالات صحيفة زمان وشبكة تلفزيون قريبة من الداعية الاسلامي فتح الله غولن الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، الحليف السابق للرئيس رجب طيب اردوغان الذي اصبح عدوه اللدود.

وتراكم تركيا التي يبلغ عدد سكانها 76 مليون نسمة، منذ اشهر، نتائج اقتصادية هزيلة جراء التباطؤ الكبير للنمو وارتفاع نسبة البطالة.