ذكرت صحيفة «الراي» الكويتية ان «حزب الله» أجرى أخيراً مناقلات في بعض أجهزته الأمنية، وقام بإعفاء مسؤولين وتسريح كوادر، عقب اكتشافه خرقاً اسرائيلياً خطيراً لأحد أكثر أذرعه حساسية، والمتمثل بوحدة العمليات الخارجية، المعروفة بجهاز «910».
ورغم الأضرار الجسيمة التي نجمت عن تجنيد «الموساد» الاسرائيلي للمسؤول البارز في وحدة العمليات الخارجية في «حزب الله» م. ش، فان اكتشافه اعتُبر نجاحاً للحزب الذي يخوض «حرب أدمغة» ومنازلات استخباراتية قاسية مع اسرائيل، وربما مع الأميركيين ايضاً.
ولم يكن هذا الفصل الجديد الذي انتهى الى إطفاء «حزب الله» أحد العيون الاسرائيلية وشرورها الكثيرة، سوى واحدة من جولات الحرب المفتوحة بين الحزب و«الموساد»، بعدما كانت سبقتها جولات سابقة لا تقلّ خطراً وحساسية، على غرار ما حصل العام 2011.
وقالت مصادر مهتمة لـ«الراي» ان م. ش من بلدة جنوبية، وينتمي الى عائلة معروفة بتديّنها وبولائها لخط المقاومة، مشيراً الى ان اكتشاف عمالة المسؤول في وحدة العمليات الخارجية، لا يؤثر على تاريخ تلك العائلة وحاضرها، وتالياً لا يمكن بأي شكل تحميلها مسؤولية تصرّف فرد.
وكشفت هذه المصادر لـ«الراي» عن ان م. ش. كان تدرّج في المسؤوليات داخل الحزب قبل ان يحتلّ موقعاً مهماً ومؤثراً في جهاز «910»، مشيرة الى انه سبق ان كان مسؤولاً عن أمن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وخصوصاً في جهاز المراقبة.
واشارت «الراي» الى ان «حزب الله» قرّر تسريح «الشباب» التابعين لهذا الجهاز وتحويلهم الى وحدات ذات مهمات علنية للإفادة من خبراتهم، اضافة الى إعفاء مسؤول هذا الجهاز من موقعه بعدما أصبح العمل مكشوفاً للمخابرات الاسرائيلية والاميركية على حد سواء.
وأوضحت المصادر المعنية لـ«الراي» انه يصعب تصوُّر حجم الأضرار التي نجمت عن تورط م. ش. في التجسس لمصلحة الـ«الموساد» الاسرائيلي، وخصوصاً انه كان مسؤولاً عن جميع العمليات التي أُعدّت للانتقام من اغتيال اسرائيل المسؤول العسكري للحزب، عماد مغنية في شباط العام 2008.
واكدت المصادر عيْنها ما نُشر في بيروت عن ان م. ش. كان يعمل كرجل أعمال، وهو كثير السفر، وجنّده الموساد في احدى دول غرب آسيا، وانه يعمل معه منذ اعوام، وساهم في الكشف عن العناصر التي تعمل ضمن وحدة العمليات الخارجية، وآخرهم محمد هـ. في البيرو، اضافة الى كشفه أفراداً في الوحدة من الذين كلفهم الحزب باستهداف بعض المصالح الاسرائيلية على غرار حسين ع. عام 2012، حسام ي. عام 2013، داوود ف. ويوسف ع. وتضاهي هذه الجولة الجديدة من المبارزة الاستخباراتية بين «حزب الله» و«الموساد» الاسرائيلي ما حدث في العام 2011 عندما اعترف السيد نصرالله باكتشاف 3 حالات تجسس في صفوف حزبه لمصلحة «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» «(سي آي أي) وغيرها، ما أحدث يومها صدمة نتيجة هذا الخرق وحجمه ومستواه وأضراره.
وأوردت يومها «الراي» معلومات خاصة، اشارت إلى أن«من بين الأخطر في هذا الخرق كان المهندس المدني محمد عطوي، ومسؤول «وحدة التدريب» في الحزب محمد الحاج، مشيرة إلى أن الحاج المعروف بـ«أبو تراب» بدأ العمل مع «سي آي اي» عندما قرّر هو نفسه تسريب أخبار عن المقاومة لأسبابٍ يتم التدقيق فيها»، موضحة أنه خضع لآلة كشف الكذب من الأميركيين لمرات عدة للتأكد من أنه غير مدفوع للاضطلاع بدور «العميل المزدوج»، وهو ما تأكدت منه «سي آي أي» على نحو حاسم.