Site icon IMLebanon

أسواق الأشرفية والزلقا وفرن الشباك: خيبة أمل جديدة والتراجع50 % على أبواب العيد

RetailMarkets
باسكال صوما
قبل نهاية هذا العام المليء بالنكسات الاقتصادية والسياسية والأمنية على السواء، تأمل الأسواق التجارية أن يحمل اليها عيدا الميلاد ورأس السنة بعض الأمل في تحريك الحركة، التي تعاني من الركود والتراجع المتواصلين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
قبل أيامٍ معدودة من العيد جالت «السفير» بين الاسواق، حيث يبدو أن الزينة والأضواء دليل الفرح الوحيد. «الحركة بلا بركة» عبارة يكرّرها أصحاب المحال الذين ينتظرون الزبائن «من غيمة»، وسط أسواق قد تعجّ بالناس، إنما قليلون يجرؤون على الشراء، على الرغم من التنزيلات والعروضات في معظم المحال.
المشهد نفسه يتكرّر من فرن الشباك إلى الأشرفية، وصولاً إلى الزلقا وعمارة شلهوب، فلا شيء يشي بأنّ أياماً قليلة تفصلنا عن العيد، لا سياح يعبرون، ومغتربون معدودون يتجوّلون.
إقفالات وصرف موظفين
يحاول رئيس «جمعية تجار الأشرفية» أنطوان عيد أن يبثّ بعض التفاؤل، ويقول لـ «السفير»: «ربّما في الأيام المقبلة ستتحسّن الأوضاع قليلاً»، مشيراً إلى ان «الحركة في شهر العيد أي كانون الأول لم تتحسّن أكثر من 10 أو 20 في المئة مقارنةً مع الأشهر الماضية من السنة، وهذا أمر مؤسف وخطير». ويفيد بأنّ «هذا العام سجّل عدداً من الإقفالات في سوق الأشرفية أسوةً بالأسواق الأخرى، كذلك بعض المؤسسات عمدت الى تصغير حجمها او تخفيف عدد الموظّفين، حتى تستطيع تحمّل الأعباء في ظل التراجع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات». ويأمل عيد أن «تنظر الدولة الى حال الحركة التجارية وأصحاب المؤسسات الذين لم يعد بمقدورهم تحمّل خسائر جديدة»، متمنياً أن «تخبّئ الأيام القليلة المقبلة مفاجآت سارّة ونرى سياحاً ومغتربين في الأسواق». ويرى أنّ «الأزمات الاقتصادية والأمنية فعلت فعلها بالحركة التجارية، وبات الناس يعمدون الى التوفير ويخبئون القرش الأبيض الى أيامٍ قد تكون أكثر سواداً».
تحّسن ضئيل
ليس الوضع أفضل حالاً في سوق الزلقا وعمارة شلهوب حيث أكثر من 400 محل تجاري، فوجوه أصحاب المؤسسات إنذارٌ كافٍ إلى خيبة أملٍ جديدة، تعيشها الأسواق في شهر الأعياد هذا العام، بسبب المشكلات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
يسأل أيلي (صاحب محل للأحذية في الزلقا) عبر «السفير»: «إلى متى يستمرّ هذا الوضع في الاسواق؟ وهل ستشعر دولتنا الكريمة بأنّ هذا القطاع ينهار تماماً ولم يعد التجار قادرين على الصبر أكثر؟». ويصف الحركة هذا العام «بأنها كالسنة الماضية، يقدّر تراجعها بحوالي 50 في المئة عن السنوات العادية»، مشيراً إلى أن «العديد من أصدقائه التجار باتوا يفكّرون جدياً بالإقفال، إذ لم يعد ممكناً الاستمرار بهذه الطريقة، فكلّ نكسة أمنية أو سياسية تكلّف المؤسسات التجارية المزيد من الخسائر والتراجع».
يقيّم رئيس «جمعية تجار الزلقا وعمارة شلهوب» فيليب سمراني واقع الأسواق عبر «السفير»، مشيراً إلى أن «الناس تبحث عن البضاعة الرخيصة وعن التنزيلات، بكل بساطة، وسوق الزلقا معروف بأنه مميّز وفيه محال غالية وبضاعتها عالمية، إلا أنّ ما يحصل هو ان الناس لا تدخل سوى الى المحال الشعبية حيث التنزيلات والبضاعة الرخيصة الأسعار».
في هذا الإطار يوضح السمراني أنّ «المحال الغالية تعاني من تراجع مضاعف هذا العام لا يقلّ عن 30 في المئة مقارنةً مع المحال الأخرى». ويشير إلى أن «المؤسسات تفتح ابوابها طيلة ايام الاسبوع بما فيها الآحاد، وقد زيّنا الشوارع والاسواق ونضع موسيقى العيد، إلاّ أنّ الفرح مفقود والحركة نائمة». ويقول: «تمرّ أيام وساعات يشعر المار في الاسواق أنّه في مدينة مهجورة، فحتّى حركة المتجوّلين خفيفة هذا العام».
في فرن الشباك
الغصة نفسها عند تجار فرن الشباك، والشكوى موحّدة «الحركة بطيئة والوضع ما عاد يحتمل». وإن كانت زحمة السير دليل بعض العافية في السوق، إلاّ أن التجار الذين التقتهم «السفير» يقولون: «هذه الزحمة مستمرّة طيلة العام، إنما الحركة لم تشهد تحسّناً ملحوظاً وقد أصبح العيد على الأبواب».
يرى سليم (صاحب محلّ للألبسة في فرن الشباك) أنّ «الحركة في هذه الأيام أقل من عادية، لا تدلّ أبداً على أجواء العيد أو الفرح، والناس يكتفون بشراء الضروري والأساسيّ ويبحثون عن التنزيلات والأسعار الرخيصة».
وتلفت ليلى (صاحبة محل لألبسة الأطفال في فرن الشباك) الانتباه إلى أنّ «الحركة ضعيفة، ولم تشهد الأسواق خلال هاتين السنتين مثل هذا التراجع الخطير»، مشيرةً إلى أنه «حتى الآن لا نرى سياحاً أو مغتربين يتسوّقون». وتأمل أن «تتحسّن الأوضاع في الأسبوعين المتبقّيين، لأنّ أصحاب المؤسسات يعتمدون بشكلٍ كبير على الأعياد حتى يحققوا بعض الارباح، لا سيما في ظلّ هذه الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمرّ بها لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات».