أسف مصدر كنسي رفيع أن يكون الفراغ الرئاسي موات للكثيرين في لبنان بشكل خاص ولإمرار مصالحهم على حساب المصالح الوطنية العليا، ولفت إلى أن الأفق الرئاسي شبه مقفل، فلا رئيس سينتخب في الأمد المنظور ولا الفراغ يقلق الدول ولا القادة الموارنة يتصرفون بما يسهم في تسهيل وضع حد لهذا الواقع المرفوض وطنيا.
واعلن لـ”الأنباء” إن الدول المؤثرة في الملف اللبناني لا تضع لبنان على سلم أولوياتها ولا تستخدم ثقلها للدفع باتجاه انتخاب رئيس وهي تبحث أساسا عن مصالحها في الشاردة والواردة. ويعرب المصدر المذكور عن أسفه لأن الأيام تمر ويبدو كأن الكثيرين في الداخل والخارج يتصرفون بشيء من الاعتيادية بغياب رئيس للجمهورية في لبنان.
ورأى ان التعاطي الداخلي وعدم انضاج تفاهم خارجي حول لبنان يعنيان بكل وضوح ان الفراغ قد يستمر. ويشدد المصدر عينه على انه اذا لم يبادر اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا الى التفاهم على شخص الرئيس العتيد أو على اتمام العملية الانتخابية، فلا أحد سيهتم لهذه المعضلة الكبرى ولما تحمله من تداعيات يوما بعد آخر. ويشير المصدر عينه الى ان المسيحيين يتحملون قبل سواهم المسؤولية عما آلت إليه الأمور الرئاسية بالتالي عن اطلاق المبادرة لانتخاب رئيس جديد.
ويلفت الى ان القيادات المسلمة تؤكد باستمرار انه على المسيحيين ان يحسموا الخيارات الرئاسية، مما يعني انه اذا انتخب رئيس فإنه سيكون بخيار مسيحي، واذا استمر الفراغ فإن القيادات المسيحية هي التي ستتحمل قبل سواها المسؤولية عن ذلك.
بتقديره أن القادة الموارنة مستمرون في النهج نفسه وانهم لن يتصرفوا بسرعة لإنقاذ الجمهورية، وهو لا يعول على أي لقاء بين الاقطاب الموارنة ولا يرى انه سينتج شيئا ملموسا من هذا القبيل.
ويؤكد المصدر عينه ان ما يحكى عن لقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لن يجدي نفعا، هذا ان عقد، بما انه لا شيء قد تبدل في نظرة 8 و14 آذار بالنسبة للملف الرئاسي.