كشفت مصادر نيابية بارزة في حزب “القوات اللبنانية” أن وجهات النظر بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري متطابقة في ما يتعلق بالملفات الداخلية والإقليمية وتحديداً بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي الذي يجب أن يتقدم سائر الملفات باعتباره أولوية على ما عداه، ويشكل المدخل لحل الأزمة التي يمر بها لبنان.
واكدت المصادر لـ”السياسة” أن زيارة جعجع الى المملكة العربية السعودية كانت ناجحة بكل المقاييس وحققت أهدافها، من خلال اللقاءات التي عقدها جعجع مع كبار المسؤولين الذين التقاهم، حيث جرى استعراض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، مشيرة إلى أن رئيس الحزب سمع من المسؤولين السعوديين كلاماً واضحاً وصريحاً بأن المملكة ملتزمة بالوقوف إلى جانب لبنان ووحدته وسيادته وهي على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ولا تؤيد فريقاً ضد آخر، وإن كل ما يهمها أن يصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ليستعيد البلد دوره وموقعه ويعاد تفعيل مؤسساته، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تتدخل في شأن سيادي لبناني وهذا ما أبلغته إلى جميع المسؤولين اللبنانيين.
وشددت المصادر على أن الحديث بين رئيس “القوات” والمسؤولين السعوديين الذين التقاهم تركز في قسم كبير منه على الملفات الإقليمية وما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان وسبل تحصين الساحة اللبنانية من تداعياته وما يمكن القيام به لإطفاء النيران المشتعلة في المنطقة، لكنها لفتت إلى أن الملف اللبناني بحث من جوانبه كافة، سيما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي والحوار المرتقب بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، بالتوازي مع إمكانية عقد لقاء بين جعجع والنائب ميشال عون، مشيرة إلى أن رئيس “القوات” أبلغ الحريري بأنه مستمر في ترشيحه، لكنه غير متمسك به إذا وافق النائب عون على دعم اسم وفاقي ثالث يحظى بدعم القوى السياسية في “14 و8 آذار”، باعتبار أن الأهم عند جعجع كما هي الحال عند قوى “14 آذار” انتخاب رئيس للجمهورية لتفادي استمرار الفراغ الذي لن يكون في مصلحة أحد.