Site icon IMLebanon

عالم المال قلِق من انهيار أسعار النفط

DollarOIl
طلال سلامة
يطرح الخبراء السويسريون تساؤلات حول مستقبل النفط الصخري الأميركي وتداعيات انهيار أسعار النفط على أسواق المال العالمية. إذ في وقت تزداد صادرات النفط الصخري الأميركية، تواصل أسعار النفط تراجعها نحو مستوى هو الأدنى منذ أربع سنوات.
لا شك في أن لانهيار أسعار النفط أثراً مباشراً على تدفق رؤوس الأموال المطلوبة لتمويل تفتيت الصخور بالمياه (فراكينغ) لاستخراج الغاز والنفط من المناطق الصعبة تحت الأرض.
ويرى خبراء سويسريون أن لانهيار أسعار النفط أثر تداعيات أميركية ودولية. أميركياً، ومنذ بداية تراجع أسعار النفط، بات تمويل الشركات العاملة في مجال النفط الصخري صعباً مع زيادة لافتة في نسبة الفوائد على الديون، لأن لدى معظم هذه الشركات الصغيرة أو المتوسطة مستويات عالية منها. وحتى لو كان سعر برميل النفط مئة دولار، فإن تسديد فوائد هذه الديون مسألة شبه مستحيلة، لأن هذه الشركات تأسست من «لا شيء».
ولفتوا إلى أن الديون المتراكمة على الشركات الأميركية الـ 60 العاملة في قطاع النفط الصخري، بلغت 200 بليون دولار هذه السنة بزيادة 50 بليوناً مقارنة بعام 2011، فيما ارتفعت عائداتها نحو 5.4 في المئة فقط.
وبدأت أسواق السندات العالمية المـرتفعة المردود المصنفة «جنك»، تشعـــر بالمخــاوف المحيطة بأعمال النفط الصخري الأميركي. صحيح أن حركــــة المبيــعـــات القوية في أسواق هذه السنــدات عـــززت مردودها، خصوصاً فـــي قطاع الطاقة، إلى 6.9 في المئة، إلاّ أن عـــدداً متـــزايداً من الشركات النفطية، لا سيمـا تلك العاملة في النفط الصخري، بدأ يدق أبواب التمويل والإقراض حتى لو كانت الكلفة مرتفعة.
ويسجل الخبراء السويسريون ظاهـــرة جديـــدة لدى الشركـــات النفطـــية، خصـــوصاً تلك الصغيرة والمتوسطة، إذ إن معــظمها لا يلجأ اليوم إلى طلبات الإقراض لتوسيع أعماله، لأن كل شيء لدى هـذه الشركات يتمحور حول تسديد الديون المتراكمة من طريق طلبات إقراض إضافية، فضلاً عن استعمال القروض لتمويل بعض المشاريع.
ويعتقد محللون في معهد برن الاقتصادي أن قطاع الطاقة «يستأثر اليوم، نتيجة التطور الضخم لقطاع النفط والغاز الصخري في أميركا، بنحو 16 في المئة من أسواق السندات المرتفعة المردود والمحفوفة بالأخطار. وتصل قيمة سندات كهذه حول العالم، إلى 2.3 تريليون دولار.
وكانت سندات الطاقة تستأثر بنحو 4 في المئة فقط من السندات الدولية العالية المردود عام 2004.
وفـــي حال ارتفــعــت موجة إعادة هيكلة الديون لدى الشــركات الأميركية العـــاملة في قطــاع الغاز والنفط الصخري، ربما تنهار أسواق السندات العالية المـــردود بالكامل، بما أن عدوها الثاني هو ارتفاع نسبة الفوائد الأميركية.