Site icon IMLebanon

المصري: التكليف لم يعد مهماً والعسكريون معنوياتهم مرتفعة

111

ينتظر عضو “اللقاء السلفي” في لبنان الشيخ وسام المصري اتصالاً من الخاطفين لتحديد موعد عودته الى جرود عرسال، حيث من المفترض ان يحصل على مطالبهم الرسمية، وربما التعهّد الذي تنتظره الدولة اللبنانية بعدم التعرض للعسكريين.

ولا يخفي الشيخ المصري أنه تعرّض لمخاطر كبيرة كادت أن تودي بحياته، مؤكداً أنه ينتمي الى “اللقاء السلفي” الذي يشكل مرجعية له ولكثير من المشايخ ممن ينتهجون “السلفية العلمية المتقدمة”، مشدداً على “أننا منفتحون على الجميع، ولا نريد من الدخول في ملف التفاوض لا شهرة إعلامية ولا مكاسب سياسية أو مالية، وإنما نسعى الى أن نكون صلة وصل بين الأفرقاء، وسنعمل كل ما بوسعنا من أجل خدمة أمتنا ووطننا وأهلنا، لذلك بادرت الى هذه الوساطة ولن أتوانى عن القيام بكل ما من شأنه أن يؤدي الى إنقاذ حياة العسكريين وطمأنة الأهالي”.

ولا يُخفي المصري أيضاً أن هناك بعض الأطراف غير راضية عما يقوم به في هذا الملف، لذلك يحاولون تشويه الصورة ووضع العصي في الدواليب من أجل عرقلة المفاوضات أو إفشالها، مؤكداً “أننا نسعى ونجتهد في هذا الملف قدر الإمكان، فإذا فشلنا سندعم أي طرف يقوم بمبادرة مماثلة، أما في حال فشل المفاوضات بشكل كامل ونهائي، أعتقد عندها أن العسكريين لن يكونوا بخير، خصوصاً أن الخاطفين سبق وأكدوا لنا أنهم لن ينتظروا طويلاً”.

يقول المصري لـ”السفير”: “البداية بالنسبة للمفاوضات تعتبر جيدة، لكن لا شيء ملموساً حتى الآن، خصوصاً أننا لا نبني على ما قام به غيرنا سابقاً، بل نبدأ من نقطة الصفر، لذلك فإننا نحتاج الى بعض الوقت، والتفاوض يحتاج الى خطوات جدية من الطرفين، وعليهما أن يقدّما أشياء عملية ومدروسة”.

يضيف: “أنا ما زلت وسيطاً بمبادرة فردية من دون تكليف من الطرفين ولكن بقبول ضمني منهما، وطالما أن القبول سمة الطرفين فأنا مستمر في هذا المسعى لأن فيه مصلحة كبيرة للجميع بدون استثناء”.

وعما إذا كان سيحصل على تكليف من الدولة، يقول: “التكليف لم يعد مهماً، بل أصبح بمثابة تحصيل حاصل، المهم اليوم أن يقدم الطرفان أشياء عملية، خصوصاً أننا نجحنا في كسر الجدار بلقاء القياديين في الدولة الاسلامية وسماحهم للمرة الأولى بزيارة العسكريين الأسرى، وهذا أمر بالغ الايجابية، وما قمنا به يتخطى أي تكليف”.

وعن السبب الذي دفعه الى هذه المبادرة، يقول المصري: “السبب الرئيس هو الوضع المزري جداً للنازحين السوريين، فضلاً عن الاضطهاد الذي يتعرضون له، سواء على صعيد الدولة أو على الصعيد الشعبي، علماً أن النازحين السوريين اليوم يدفعون ثمناً غالياً جداً لملف العسكريين، وصولاً الى حدود تهديد حياتهم”.

ويشير إلى أنه لمس خلال اللقاءات التي أجراها مع “جهات معنية” في الدولة اللبنانية “أن أطرافاً سياسية لا تعطي أهمية لملف العسكريين وهي تحاول استفزاز الدولة الاسلامية لتقدم على إعدامهم للانتهاء من الملف برمته. وأن مسؤولين يعتبرون أن حل هذا الملف يكمن ضمن سلة إقليمية ودولية متكاملة لذلك لا يبذلون أي جهد للوصول الى الحلول الناجعة. وأن أطرافاً سياسية أخرى تسعى بكل ما تمتلك من إمكانات من أجل إنقاذ العسكريين وهي مستعدّة للقيام بكل ما من شأنه حمايتهم وإنقاذ حياتهم وصولاً الى الإفراج عنهم”.

وعن وضع العسكريين الذين زارهم يقول: “العسكريون ما تزال معنوياتهم مرتفعة، ويتلقون معاملة جيدة من الخاطفين، وهناك إثنان منهم يعانيان من أمراض، فالعسكري ذبيان يعاني من التهابات حادة في أذنه، والعسكري وهبي يعاني من إلتهابات حادة في رجله، أما سائر العسكريين فهم بصحة جيدة. لكن الوضع العام في الجرود هو بالمجمل سيئ، سواء بسبب عوامل الطقس التي تشتد يوماً بعد يوم، أو لعدم وجود طبابة أو أدوية متوفرة في تلك المناطق النائية”.

وعما إذا كان سيحصل على تعهد بوقف القتل، يؤكد المصري أنه يعوّل على تمديد المهل الزمنية بعدم التعرض للعسكريين، “لكن عندما التقيت الخاطفين كانوا في حالة غضب شديد، وأبدوا انزعاجاً كبيراً من تعاطي الأطياف السياسية في لبنان مع حزب الله في الملف السوري، لذلك لم يعطوني جواباً سواء كان سلبياً أم إيجابياً بموضوع القتل باستثناء تمديد المهلة، وعندما سأعود بإذن الله الى جرود عرسال، بناء على طلب الخاطفين، سأحصل على لائحة كاملة بمطالبهم، وسأبذل كل ما بوسعي من أجل أن أرفقها بتعهّد بوقف القتل لحين البت بهذه المطالب”.

يشير المصري إلى أن السبب الذي دفعه الى عدم لقاء قيادات “جبهة النصرة” واقتصار تحركاته فقط على قيادات “الدولة الاسلامية”، يعود في اليوم الأول إلى حؤول القصف السوري دون ذلك. “وفي اليوم الثاني عندما وافقوا على زيارتي للعسكريين الأسرى الموجودين في مكان يبعد نحو ساعة ونص الساعة عن الجرود، لم يبق هناك وقت لزيارة الجبهة، وكنت مضطراً للعودة قبل حلول الظلام”.

ويؤكد المصري أنه في المرحلة المقبلة سيسعى لكي يلتقي الجميع، لافتاً الانتباه الى أن ما قد تتقدم به “الدولة الإسلامية” من مطالب يسري على جميع العسكريين الأسرى لأن الملف واحد، “ولأن الدولة الإسلامية تمون على الجبهة في هذه القضية المشتركة”.