كشفت مصادر فلسطينية لـ “الراي” ان القائد السابق لـ “الكفاح المسلح الفلسطيني” في لبنان الضابط “الفتحاوي” محمود عبد الحميد عيسى “اللينو” يستعدّ لإقامة حفل اضاءة الشعلة في مخيم عين الحلوة في الذكرى الخمسين لانطلاقة “فتح”، فيما تقيم الحركة احتفالاً مماثلاً لاضاءة شعلتها، ما يعكس مدى الخلاف بين الطرفين على خلفية العلاقة المميزة التي تربط “اللينو” بعضو المجلس الوطني وعضو اللجنة المركزية السابق لـ “فتح” محمد دحلان الذي تعتبره الحركة خصماً لدوداً لها.
وتكتسب إضاءة الشعلة هذه السنة أهمية خاصة، كونها تتزامن مع تصعيد المواقف السياسية من قبل دحلان ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والدعوة الى إزالة “التسلّط”، ومع حِراك أنصاره في غزة للمرة الاولى وإظهار شعبيته في وقت تراوح المصالحة الفلسطينية بين حركتيْ “فتح” و”حماس” مكانها، ما يطرح تساؤلات عن خريطة التحالفات الجديدة المتوقعة في ظل الواقع الفلسطيني المأزوم لمختلف القوى وحساباتها السياسية المختلفة.
وتؤكد المصادر لـ “الراي” ان حركة “اللينو”، الذي تصفه الاوساط الفلسطينية بـ “الضابط المتمرد”، داخل المخيمات وتحديداً في “عين الحلوة” تؤرّق قيادة “فتح” في لبنان، فهي تعكس صوت اعتراض وتململ بين بعض ضباط وعناصر حركة “فتح” لجهة التهميش والاستئثار بالقرار، فيما يرفض “اللينو” نفسه اعتبار هذه الحركة “انشقاقاً”، بل “حركة تصحيح” داخل صاحبة الرصاصة الاولى في الثورة الفلسطينية من اجل رفع التجاوزات للاطر الحرَكية والقرارات التعسفية.
ويؤكد اللينو لـ “الراي” انه ماضٍ في إنجاز الترتيبات لإقامة حفل إضاءة الشعلة في “عين الحلوة”، مؤكداً ان الحفل سيكون حاشداً خلافاً للمرة السابقة، “وكان العزم على إقامته في احد الملاعب الرياضية ولكننا عدلنا عن الفكرة بسبب الاوضاع الامنية وخشية حصول توتير او بلبلة تُدخِل المخيم في نفق مظلم”، وموضحاً ان “هذا التحرك رسالة بانه يجب وضع حد للتجاوزات التنظيمية، ويجب تصويب العمل الفتحاوي الرائد ورفع الظلم والهيمنة، فنحن سنكون حركة تصحيحية داخل الجسم الفتحاوي ونؤكد على مبادئ الحركة الاساسية في النضال بمختلف أشكاله”.
وأضاف: “أنا في حركة فتح ولا أزال أعتبر نفسي مقاتلاً من مقاتليها، وعلى قناعة تامة بأنه إذا كانت فتح بخير، فهذا يعني ان أبناء شعبنا ومشروعنا الوطني بخير، لكن الحركة لا تمارس دورها الريادي. وبكل صراحة فان من الواجب والضرورة القيام بتعبئة الفراغ الذي يتركه تقصير إخواننا في الحركة، لان فتح و قوات العاصفة تشكلان جزءاً أساسياً من تاريخنا ولا نريد الخروج عنه لأننا بتنا فكرة وليس تنظيما ولا نزال بانتظار المؤتمر العام للحركة الذي ستكون نتائجه الانتخابية الفيصل للجميع”.