Site icon IMLebanon

النفط والأسهم يكبدان صناديق استثمارية خسائر كبرى

Stocks
محمد عايش
تواصل أسعار النفط هبوطها لتجر معها الكثير من الأسواق والبورصات في العالم، فيما تتصاعد وتيرة المخاوف من أن تتحول الحركة السريعة في الأسواق إلى أزمة مالية عالمية جديدة، كما يتزايد القلق من أن تتكبد المحافظ الاستثمارية الكبرى والصناديق السيادية خسائر قاسية، بسبب هبوط البورصات في مختلف أنحاء العالم والفوضى التي تشهدها أسعار العملات أيضاً.
وهبطت أسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة الأسبوع الماضي، عندما هوى خام “برنت” إلى ما دون الستين دولاراً لأول مرة منذ ست سنوات، فيما هوى خام “تكساس” الأميركي إلى ما دون الـ55 دولاراً، ليكون بذلك قد سجل خسائر تقترب من 50% مقارنة مع الأسعار المرتفعة للنفط التي تم تسجيلها خلال الصيف الماضي.
ومنيت أسواق الأسهم في العديد من دول العالم بخسائر كبيرة تبعاً لهبوط النفط، بما فيها أسواق الأسهم الخليجية، فيما تكبدت أسهم شركات الطاقة في كافة أنحاء العالم خسائر كبيرة هي الأخرى مع التوقعات بتعطل الكثير من المشاريع المرتبطة بإنتاج النفط وتكريره وإنتاج السلع المرتبطة به.
وأثارت خسائر النفط والأسهم الكثير من التساؤلات والمخاوف بشأن الاستثمارات الكبرى التابعة للصناديق السيادية، بما فيها الصناديق التابعة لدول الخليج وروسيا وعدد من الدول الأوروبية، ومن بينها النرويج التي تمتلك أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم.
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة لندن الدكتور ناصر قالوون لـ”العربية.نت”: “لا نعرف بالضبط كم تكبدت صناديق الاستثمار الكبرى من خسائر جراء موجة التراجع في أسعار النفط، بما في ذلك صناديق الاستثمار السيادية التي تتجاهل الإعلان عن خسائرها، بينما تتسابق للإعلان عن أرباحها”.
ويرى قالوون أن الكثير من القطاعات تأثرت وستتأثر بهبوط أسعار النفط، مشيراً إلى أن أسهم شركات الطاقة منيت بخسائر قاسية طوال الأسابيع الماضية، وهو ما يعني أن كافة الصناديق المتعرضة لهذه الأسهم قد تراجعت أرباحها أو تكبدت خسائر.
ويبدي الكثير من المحللين والكتاب الاقتصاديين مخاوفهم من أن ينزلق العالم مجدداً إلى أزمة مالية كتلك التي شهدها في العام 2008، خاصة إذا تفاقمت موجة التسييل والهروب من الاستثمارات ذات المخاطر العالية.
وقال محلل اقتصادي لــ”العربية.نت” إن الارتفاع في سعر صرف الدولار الأميركي مؤشر يبعث على القلق، حيث إنه راجع إلى ارتفاع في الطلب على العملة الخضراء، وهو ما يعني أن شريحة من المستثمرين فضلت الخروج من الأسواق والانتظار لحين اتضاح الصورة خوفاً من تكبد خسائر كبيرة.
وبحسب المحلل فإن الخروج من السوق واللجوء إلى التسييل يعبر عن حالة من القلق وانعدام الثقة، وهو ما يمكن أن يتوسع لاحقاً ليتحول إلى أزمة اقتصادية تجر الاقتصادات الكبرى إلى الركود وتسجيل الانكماش مجدداً.
يشار إلى أن خام “برنت” كان قد تجاوز الشهر الماضي مستويات الـ112 دولاراً، أما الخام الأميركي فكان قد وصل إلى مستويات تجاوزت 106 دولارات في شهر يونيو الماضي، ليكون بالمستويات الراهنة قد سجل هبوطاً بأكثر من 48%، وذلك مع تمسك منظمة “أوبك” بمستويات الإنتاج الحالية من النفط حفاظاً على حصتها السوقية في العالم.