وائل الخطيب
كشف تقرير لوحدة الإكونومست انتلجانس عن أن تدفق الاستثمارات إلى الإمارات استعاد عافيته بقوة، ليرتفع إلى 10.5 مليارات دولار في 2013 من 4 مليارات دولار.
وأضاف التقرير الذي نشر بعنوان «التدفق التجاري والاستثماري إلى دول مجلس التعاون» أن تجارتي الجملة والمفرق في دبي باتتا الآن الأكثر مساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي، تتلوهما قطاعات التصنيع والنقل والتخزين والاتصالات، التي ترتبط بصورة خاصة بنشاط التصنيع الخفيف، والشحن في منطقة جبل علي الحرة.
ومضى قائلا إن التصنيع يحقق النمو الأسرع من أي قطاع، حيث إن الصناعات الصغيرة والمتوسطة تستفيد من تسهيلات الموانئ والمناطق الحرة.
ويتوقع ان تنفق دبي قرابة 18 مليار دولار في التحضيرات الخاصة بمعرض اكسبو 2020 العالمي، حيث رصدت الجهات المعنية 8 مليارات دولار على شكل إنفاق رأسمالي، ويشمل الطرق، وخطوط المترو، والمطار ومركز المعارض، مما يفتح الفرص على مصارعها أمام قطاعات النقل والبنية التحتية والسياحة.
دبي وجهة للاقتصاد الإسلامي
قال التقرير إنه على الرغم من أن تأسيس أول بنك إسلامي في العالم تم في دبي من خلال إنشاء بنك دبي الإسلامي في 1975، إلا ان المنطقة تختلف عن ماليزيا وإلى حد ما لندن في تطوير الفرص الإسلامية.
غير أن هذا المفهوم بدأ بالتغير كما اتضح من خلال منتدى الاقتصاد الإسلامي في دبي، حيث أخذت الإمارات تطور تمويلا متوافقا مع الشريعة الإسلامية، وتحويل دبي إلى وجهة لمختلف أوجه الاقتصاد الإسلامي، الذي يشمل الصيرفة، السياحة الصديقة للعائلة، والطعام الحلال، والنمط الحياتي.
وفي غمرة ذلك تأمل المدينة في جذب صناعات واستثمار وخدمات، وتولي دور الريادة في وضع معايير حلال، حيث إن التوثيق يختلف من بلد إلى آخر.
ونقل التقرير عن عبد الله محمد العوار الرئيس التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الاسلامي قوله، ان شريحة الحلال لا تقتصر على التطوير التجاري، بل هي تشمل جذب المصانع ومعامل التصنيع لإقامة مصانع لها في دبي، وتشجيع وإقناع اللاعبين العالميين على إنشاء قواعد لعملياتهم في الإمارات.
وأضاف التقرير إن تطوير وجهة الاقتصاد الإسلامي يرتبط باستراتيجية الإمارات لتعزيز الروابط التجارية مع إفريقيا، التي تنمو بسرعة. في غمرة ظهور جالية مسلمة، وبروز طبقة إسلامية متوسطة جديدة، متعطشة للمواد الاستهلاكية والصيرفة الإسلامية.
الاستثمار مع الصين
قال التقرير إن ثمة لاعبين خليجيين أقاموا علاقات تجارية وطيدة مع الصين. فقد وقعت مجموعة الجميرا للضيافة اتفاقيات إدارة خمسة مشاريع قيد التطوير في الصين، وهي الأكثر من أي دولة خليجية خارج المنطقة. وقال جيرالد لوليس الرئيس التنفيذي للمجموعة إن في الصين مدنا ثانوية عدة لن تلبث أن تصبح مدنا رئيسية في المستقبل، عند النظر إلى التطور السكاني.
وأضاف أن ثمة تبادلا تجاريا مع الصين في قطاعي الجملة والمفرق، وخاصة مع تشاينا ميكس التي ساهمت في تطوير مركز التنين في دبي في 2004. وهناك أكثر من 3000 شركة صينية في دبي بزيادة عن 18 شركة فقط في 2005، بعضها يركز نشاطه على دبي، فيما تستخدم شركات أخرى المدينة منصة انطلاق إقليمية لها.
زوار دول الكومنولث
أكد التقرير أن روسيا باتت تزداد اهمية كسوق سياحية لدبي. ووفقا لجيرالد لوليس الرئيس التنفيذي لمجموعة الجميرا للضيافة في دبي، التي تمتلك عدة فنادق فخمة في الإمارات..
فإن قرابة خمس نزلائها من أصل روسي وينفقون زهاء 25% أكثر من أي شخص آخر من النزلاء. وأضاف أن العلاقات بين دبي وروسيا في فرص السلع الاستهلاكية والضيافة، والبنية التحتية، أذكاها إعادة إحياء طريق الحرير الذي يربط الصين بأوروبا الشمالية.
وتوفر البنية التحتية فرصة رئيسة في دول كومنولث الدول المستقلة. وبالرغم من ان موانئ دبي العالمية موجودة في روسيا منذ 2012، فإنها وقعت العام الماضي اتفاقيتين مع الحكومة الكازاخستانية . وهي تدير بعيدا عن عملياتها البحرية، طريق شحن جديدا يزاوج بين طريق الحرير القديم، والطلب المعاصر، يربط الصين بأوروبا الشمالية، عبر شبكة سكك كازاخستان الحديدية.
موانئ دبي العالمية
ووفقا لمحمد شرف الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية، فإن الاختبارات الأولية قلصت عشرة أيام من أصل 25 يوما يستغرقها نقل حمولات الشحن بحرا من الصين إلى أوروبا. مشيرا إلى ان موانئ دبي العالمية شهدت استثمارات في البنية التحتية واللوجستيات كطريقة لزيادة تدفقها التجاري. مضيفا أنه مكسب للطرفين، من خلال بناء الاقتصاد المحلي للبدل الذي تعمل فيه، وربط الصين مع اوروبا برا.
الهند ثالث أكبر مستثمر في الإمارات
وفيما يخص العلاقات التجارية مع الهند، قال التقرير إن الهنود يؤسسون شركات تجارية في دبي، حيث ازداد عدد الأعضاء الهنود في غرفة تجارة دبي بحدود 41% بين عامي 2009-2012. وتشير البيانات الصادرة من ألبين كابيتال، بنك الاستثمار الهندي في دبي، إلى ان الهند تعتبر ثالث أكبر مستثمر في الإمارات. ويمتلك هؤلاء إلى جانب الشركات الصغيرة والمتوسطة، استثمارات صناعات ثقيلة.
طيران الإمارات تتوسع جغرافياً
ذكر تقرير لوحدة الإكونومست انتلجانس إن قطاع الطيران أصبح قطاعا رئيسيا في الإمارات، حيث بدأت طيران الإمارات في بداية الألفية توسعة رقعتها الجغرافية لاستقطاب تدفق الترانزيت. وقد ساعدت عملية الربط تلك الشركة في الانتقال إلى قطاع الشحن، الأمر الذي ساهم في دعم نمو دبي، وسرعان ما حاولت دول المنطقة تقليد هذا النموذج.
وفي تطور سريع أضحت طيران الإمارات لاعبا رئيسيا على المستوى العالمي، مستفيدة من صعود الأسواق الناشئة، داعمة النمو في السفر العالمي، ومستحوذة على حصة كبيرة من شركات الطيران الأوروبية المتعثرة. وأردف التقرير قائلا، إن طيران الإمارات تعتبر اللاعب الرئيسي، وجاءت في المركز الأول عالميا في حجم الكيلومترات العابرة للحدود في قطاعي الشحن والركاب.
وفي غمرة ذلك ركزت على النمو العضوي في شبكة الخطوط الجوية، إلى جانب عدد قليل من التحالفات، خاصة مع كانتاس في 2012، التي حولت ربط الوجهات إلى أوروبا من سنغافورة إلى دبي، ناقلة ملايين المسافرين عبر سوق دبي الحرة (التي تعتبر إحدى أهم مراكز الربح في دبي).