ينقسم الاسلاميون حول الحوار المرتقب بين “المستقبل” و”حزب الله”. قسم أول تمثله “الجماعة الاسلامية” ومعها بعض مشايخ السلفية على رأسهم الشيخ نبيل رحيم مؤيد للحوار لانه “السبيل الوحيد للتفكير بعقلانية في سبل حماية البلد، والحد من تأثير النار السورية فيه”، ويقول رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الاسلامية” في لبنان عزام الايوبي لصحيفة “النهار”: “لا نرى مشكلة في هذا الحوار في المبدأ، فنحن نؤمن بان الحوار هو السبيل الافضل لحل الخلافات السياسية بين الافرقاء لكننا نخشى ان يكون حواراً غير جدي يتجنب البحث في العناوين الاساسية التي يحتاج اليها الواقع اللبناني للخروج من ازمات تهدده، او ان يكون مظهرا لتهدئة النفوس موقتا ريثما تنجلي الملفات التي يراهن عليها اقليميا”، ويلفت الايوبي “الى ان هذا الحوار لا يمكن ان يختصر بقية المكونات السياسية وانما يمكنه العمل على تمهيد الطريق لحوار وطني شامل ليس الا”.
اما الشيخ رحيم فيرى الى الحوار بعين ايجابية، متمنياً لو انه حصل منذ زمن لكنا وفرنا على البلاد مشكلات عدة، وان تكتب له الخاتمة السعيدة على قواعد العدل لانه اكثر ما نفتقد في لبنان، وهو الاساس لتحقيق مصالح الناس”، ويشير الى “صعوبة البحث في مسألة انسحاب الحزب من سوريا لانه يعتبر معركته هناك معركة حياة او موت”. فاذا كان المقصود اخراجه من الوحل السوري فهذا لن يحصل، لذلك نأمل من هذا الحوار ان يبعد المشكلات عن لبنان ويخفف من الفتنة السنية الشيعية، وان تعمل جميع القوى السياسية لرفع الظلم وتحقيق العدل بين الناس”.
اما الفريق الآخر فيمثله عدد من مشايخ “هيئة العلماء المسلمين” ومعهم جزء واسع من مشايخ السلفية ايضا، وهو غير محبذ لهذا الحوار. يعتقد اصحاب هذا الرأي وفق ما ابلغوا “النهار” ان “هذا الحوار سيكون مدخلا الى مزيد من التنازلات يقدمها “تيار المستقبل” لمصلحة “حزب الله”، وهو الذي دخل مع الحزب في تسوية منذ تشكيل الحكومة الحالية أدت الى دفع الشارع الاسلامي الثمن، والدليل الاعتقالات الطائفية التي سادت لبنان، شملت المئات من الشباب السني المؤيد للثورة السورية، في حين لم تستطع الحكومة ان تردع “حزب الله” وتمنعه من القتال الى جانب الجيش السوري بكل عتاده وقواه العسكرية”.
ويسأل هذا الفريق عن النتائج التي ستخرج عن اللقاء بين المستقبل وحزب الله قائلا: “نظرا الى التجارب السابقة ستكون النتئاج كارثية على مستوى الطائفة السنية التي لم يستطع اي من سياسييها ان يكون فعلا حاميا لها ومدافعا عن حقوقها”.