IMLebanon

الكورة: الحركة التجارية إلى تراجع متواصل

Markets3
فاديا دعبول

لم تعد سلام غانم مضطرة لشراء «الحبشة» قبل ثلاثة أسابيع من الليلة الميلادية، تحسبا لنفادها من برادات المحال التجارية مطلع أسبوع العيد. اذ انها، وغيرها من السيدات اللواتي يحافظن على تقليد تحضير «الحبشة»، وجمع شمل أفراد العائلة على مائدة العشاء الفاخرة، بتن من القلائل جدا.
هاجس الحجز مسبقا على «الحبشة» لم يعد مسيطرا، منذ ما يقارب الثلاث سنوات، في ظل تراجع الاوضاع الاقتصادية، وتراكم الازمات الامنية والسياسية.
هذا الواقع يعكس جمود حركة الأسواق التجارية في الأعياد، بحيث يؤكد نعمة سلوم ابن بلدة انفه التي تتمتع بأسواق تجارية كورانية عريقة، ان «لا أحد يشعر بالعيد لولا ان البلدية زيّنت ساحة البيادر بزينة مميزة ولافتة للانتباه». مشددا على ان «الزينة عكست صورة للعيد في الشكل، لكن في المضمون يعتبر العيد عاديا جدا، لا بل أقل من العادي، في ظل جمود الحركة التجارية وإحجام الاهالي عن التسوق والتحضير له، كما في السنوات السابقة».

خوف وترقب

ويرى ان أسباب ذلك تعود الى حالة «الخوف التي تعتري المسيحيين خاصة، من الاوضاع العامة، إضافة الى ترقبهم انتخاب رئيس للجمهورية». ويشير في الوقت نفسه الى «فضيحة الفساد في الأطعمة والمطاعم». ناقلا «عدم ثقة الغالبية بارتياد المطاعم وحتى شراء المأكولات، وطهيها في المنزل».
وفيما يصف محمود، صاحب أحد المحال في مجمع تجاري كبير، الحركة التجارية بـ»الكوما»، تتمنى زينة صاحبة محل للهدايا ان «تتحسن الحركة التجارية قبل ليلتين من العيد بحد أدنى».
ويجمع تجار الكورة على ان «كل سنة سابقة هي أفضل من التي تليها». ويأملون أن تأتي السنة التي يقولون فيها انها «أفضل من التي سبقتها». برغم ان هناك العديد من المحال التجارية التي ما زالت تحافظ على بعض زبائنها برغم كل الظروف الصعبة.
من جهة ثانية، يقارن المهندس جورج قبرصي بين عمليات شراء العقارات وبيعها، خلال السنوات الاخيرة وبين اليوم، حيث كان يبيع العقارات، بمجرد الانتهاء من فرزها، للمغتربين أثناء عودتهم لمشاركة عائلاتهم في فترة الأعياد، ما يفسح في المجال لشراء عقارات اخرى للمتاجرة بها من جديد، إلا ان «آخر عقار جرى إفرازه، منذ ثلاث سنوات، ما زال جامدا، بسبب تخوف أصحاب رؤوس الأموال من توظيف أموالهم في بلد لا مستقبل له».

الأمن والاستقرار

وان كانت الحركة التجارية متفاوتة بعض الشيء بين بلدة واخرى ومنطقة واخرى، يأمل الدكتور كليم حريكي، وهو يحضر الهدايا الميلادية لعائلته، ان يكون «موسم الميلاد واعدا في أيامه الاخيرة كما في كل عام». ويلفت النظر الى الحسومات المغرية الموضوعة على واجهات المحال لجذب الزبائن. معلقا أهمية بالغة على «الهدوء الامني، والاستقرار والثقة لما لها من دور في تحريك العجلة الاقتصادية وتنشيط حركة الاسواق». معللا سبب الركود في حركة الاسواق الى «الحالة الاقتصادية، والضائقة المالية، وقلة العمل والسيولة التي تحد من نشاط الحركة التجارية».