أحداث سياسية واقتصادية عدة طبعت العام 2014، ومنها ما بدأ ينذر بحدوث ازمات على مستوى العالم. الـCNN وضعت تقريراً اقتصادياً يلخص بوضوح مدى تأثير بعض الأزمات السياسية على الوضع الاقتصادي العالمي، وعلى البنية الاقتصادية في العام 2015.
1- روسيا ودول الغرب: لم يكن هنالك دور سياسي أكبر من الذي لعبته روسيا خلال عام 2014، فبعد إعلانها انضمام إقليم القرم الأوكراني إليها، فرضت على روسيا عقوبات اقتصادية من قبل أميركا وأوروبا، وهذه العقوبات تركت موسكو وسط تخوفات بوقوع أزمة مالية كبيرة.
لكن المحلل الاقتصادي، إد يارديني، في مركز يارديني للأبحاث يقول إن “مشكلة روسيا تتمثل بتشبهها بالدب المجروح”، مشيراً إلى أن “مصادر روسيا المحدودة ستعيق السياسات الاستعمارية التي توقع بوتين إنجازها.”
2- الشرق الأوسط: مع تناقص أسعار النفط، فإن معركة النفوذ في المنطقة التي تتواجه فيها السعودية مع إيران ستنطلق على خطى أوسع خلال عام 2015، ويقول مايكل موران، المدير الإداري لشركة “كونترول ريسكس” إن “السعودية خلق جواً مؤلماً للغاية لإيرانيين والروسيين سيشعرون بها خلال الستة أو الثمانية الأشهر المقبلة.
فقرار منظمة “أوبيك” في إبقاء إنتاج النفط على حاله مؤخراً، سيخلق وضعاً أسوأ لإيران مما يخلق مخاوف من خروج هذا النزاع من السيطرة، إذ ستلجأ إيران إلى روسيا التي تحتاج هي أيضاً إلى أسعار مرتفعة للنفط.
3- “داعش” والمنظمات الإرهابية الأخرى: لم يكن أحد ليحسب حساب هذه المنظمات على الاقتصاد قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يعرف باسم “داعش”، إذ لا يزال التنظيم قائماً وبوضع جيد بالرغم من التحالف الذي شنه عليه الغرب وحلفاؤه.
ويشير موران الى إن هذا التنظيم يشكل تهديداً كبيراً على استقرار بعض الدول المجاورة لمواقعه مثل الأردن وسوريا والسعودية وتركيا، وسط مخاوف أخرى بتأثر حركة السفر والتجارة مع سهولة تنقل المقاتلين الأجانب وعودتهم إلى بلدانهم، وهذا ما تجسد للعالم في أزمة الرهائن التي شهدها مقهى في سيدني الأسترالية الأسبوع الماضي.
4- المنافسون الآسيويون: إن آسيا تملك الكثير من الفرص الاقتصادية الكبيرة، لكن بلدان هذه القارة أثبتت عدم توافقها، مثل الصين واليابان، اللتين تعدان ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم بالترتيب إذ تتنازع هاتان الدولتان على جزيرة واحدة تقع بينهما.
كما أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يمكنه أن يترك نقطة لانطلاق قوي لنفوذ أمام الهند وباكستان، يردف موران إنه وبالرغم من الفساد والفقر فيها إلا أن “الهند أصبحت محركاً اقتصاداً وعسكرياً قوياً في المنطقة”، بينما “باكستان تتعمق أكثر وأكثر في التشدد.”
5- ما لم يكن في توقعات أحد: إن أكبر الأحداث الجيوسياسية في العالم لم تكن في توقعات أي أحد، يقول موران إنه يجب على الجميع أن ينظروا إلى الثورة النفطية التي تشهدها أميركا الشمالية، إذ تأثرت أسواق تزويد النفط الأفريقي بتركيز أميركا على الصخر الزيتي، مما يمكنه تهديد اقتصاد بعض الدول التي عملت على تزويد النفط سابقاً لأميركا في القارة السوداء مثل نيجريا والجزائر وأنغولا، وذلك بسبب قلة العملة الاحتياطية لهذه الدول مقارنة بغيرها من الدول الخليجية كالسعودية، بالإضافة إلى تهديدات تواجهها نيجيريا من جماعة بوكو حرام.
وهنالك كوريا الشمالية أيضاً، التي تحرص بشكل دوري بأن تستفز جارتها الجنوبية، هذا بالإضافة إلى زيادة التوتر بينها وبين أميركا بعد اتهامها سرقة أفلام تابعة لشركة “سوني”، ويلفت موران الى إن “كوريا الشمالية تشبه مرض القوباء الجلدي، الذي يذهب ويعاود الظهور كل فترة وأخرى، إنه أمر مزعج.”