تقرير: خالد مجاعص
بعد نحو شهر على انطلاقة بطولة لبنان في كرة السلّة، ومع تمركز فرق البطولة بين الصدارة والذيل، أدرك كلّ من يتابع مباريات البطولة أنّها مقسومة إلى أقسام عدّة ذات مستويات مختلفة.
ففريقا النخبة الرياضي والحكمة ولا أحد غيرهما، برهنا في الشهر الأوّل أنّهما يغرّدان خارج سربهما وأنّهما الأفضل لاعتبارات عدّة. أمّا إذا أردنا المقارنة اليوم بينهما، فيمكننا القول إنّ الحكمة حاليّاً أفضل من الرياضي، ويتقدّم عليه من ناحية التجانس واللعب الجماعيّ، إضافة إلى وجود هدّاف من الصعب إيقافه وهو الأميركيّ تيريل ستوغلن، لاعب الجناح في الفريق الأخضر، الذي يمكن اعتباره اللاعب الأفضل في البطولة حاليّاً. فهو سجّل 34 نقطة في سلّة الهوبس ليلة الأحد الفائت، إضافة إلى أنّه يتصدّر ترتيب هدّافي البطولة بـ30 نقطة في المباراة الواحد، إضافة إلى نجم الارتكاز اللبنانيّ جوليان خزّوع الذي خلق فارقاً كبيراً بينه وبين جميع لاعبي الارتكاز المحليّين. يبقى أنّ الحكمة في المقابل كشف كلّ أوراقه، بينما الرياضي يمكنه إجراء تغييرات في الأجانب. وهذا ما يقوم به حاليّاً عبر استقدامه نجمين أميركيّين مميّزين، أولهما بدأت ملامحه تظهر، وهو حكيم واريك نجم الـNBA، إضافة إلى فادي الخطيب الذي من المتوقّع انضمامه في نهاية شباط المقبل. وعندها سيؤلّف ثنائيّاً لبنانيّاً لا مثيل له إلى جانب الفرعون اللبنانيّ اسماعيل أحمد، ومن خلفهما جان عبد النور.
فهل هذا يعني أنّ بقيّة فرق البطولة ستكون مجرّد متفرّجة على صراع العملاقين؟
للوهلة الأولى، سيقول بعض مراقبي كرة السلّة إنّ فريق بيبلوس هو الوحيد الذي في إمكانه كسر هذه الثنائيّة، فهو يملك قوّة ضاربة من اللاعبين المميّزين لبنانيّاً كمحمّد ابراهيم، مازن منيمنة، علي كنعان وبيلي فارس، إضافة إلى أخطر مهاجم عرفته البطولة جاي يونغبلاد صاحب الـ29 نقطة في كلّ مباراة، والذي يخطف مدافعين لمحاولة وقفه. أمّا منطقيّاً، فمن المؤكّد أنّ فرق بيبلوس والشانفيل والتضامن لن تتمكّن أبداً من منافسة الرياضي، أو الحكمة. وكل ما سيمكنها تحقيقه هو محاولة تحقيق فوز واحد على أحدهما لتتغنّى به كانتصار الموسم. فإضافة إلى بيبلوس، برز مع الشانفيل في الشهر الأوّل من البطولة الثنائيّ باسل بَوجه ونيكولوس، بينما يمكن للتضامن الاتّكال على عملاقه الصربيّ فلادان ونجمه الناشئ طارق عموري. أمّا الهمونتمن فيتألّق في شكل ملفت من خلال قائده الأميركيّ رشاد ماكانتس مع 21 نقطة في المباراة، إضافة إلى الثنائيّ جو فوغل ومايك فرايزر أفضل مسجّل بين لاعبي الارتكاز حاليّاً.
يبقى أنّ ما نتوقّعه أنّ أكثريّة الفرق ستبدأ من مطلع العام الجديد بتغييرات في فرقها من خلال التعاقد مع لاعبين أجانب جدد في محاولة لقلب معادلات بطولة محسومة سلفاً بين الرياضي والحكمة.