Site icon IMLebanon

متعقبو الاتجاهات المالية يحققون تفوقا كبيرا على صائدي الأسهم

Stocks3

مايلز جونسون وستيفن فولي

الساخرون، كما أكد أوسكار وايلد، يعرفون سعر كل شيء ولا يعرفون قيمة أي شيء. هذا العام، المساهمون الذي يفخرون بأنهم قادرون على معرفة أي قيمة مخفية في شركات غير محبوبة، واجهوا صعوبات، في حين إن أولئك الذين يهتمون بالسعر فقط امتازوا عليهم.

صناديق التحوّط التي تتعقب الاتجاهات، التي تستخدم نماذج كمبيوتر معقدة لركوب زخم السعر عبر مئات الأصول مثل العقود الآجلة في مجال النفط والعملات، حققت قليلا من المال في النصف الأخير من هذا العام بسبب تراجع أسعار السلع.

في الوقت نفسه، الاضطراب الناجم عن سعر النفط المنخفض انتشر إلى أسواق أخرى، ليجعل الحياة غير مريحة بالنسبة لصناديق التحوّط المختصة في التقاط الأسهم أو التداول استنادا إلى الأحداث الباطنية في الشركات الفردية.

بعض من أسماء صناديق التحوّط الأبرز في العالم، مثل المساهم الأمريكي جون بولسون، أصيبوا بخسائر كبيرة بعد فشل رهاناتهم التي كانت تركز على شركات مُحددة.

كذلك تعرضت صناديق تحوّط أخرى متخصصة في كسب الأموال من التقاط الأسهم الأوروبية الأفضل والأسوأ لصعوبات، لأن الحماس لانتعاش القارة الذي شهدناه العام الماضي تلاشى. ومن هذه الصناديق صندوق الأسهم الأوروبية بقيمة 500 مليار يورو، التابع لشركة لانسدوان بارتنرز.

ويقول أحد كبار المساهمين في صناديق التحوّط “في بداية العام كان كثير من الناس متحمسين بفعل النشاط وصناديق التحوّط المدفوعة بالأحداث، ولم يرغب أي أحد في تعقب الاتجاهات. أعتقد من العدل القول إن الأشخاص فوجئوا بالطريقة التي انتهى بها الأمر”.

صناديق التحوّط التي تتعقب الاتجاهات التي يُشار إليها أحياناً بالمساهمين المنهجيين أو مستشاري تداول السلع CTAs، كانت يبدو أنها لم تعد من الموضة في بداية العام، مع معاناة القطاع مستويات عالية من الارتباط بين الأصول التي يتداولها. وكثير من هذه الصناديق عانت سحب المساهمين أموالهم، حتى إن بعض العاملين في صناعة صناديق التحوّط كان يتساءل عما إذا كان الاستثمار بتعقب الاتجاهات له مستقبل في الأساس.

ومع اقتراب نهاية العام، حققت هذه الأنواع من الصناديق نتائج أفضل من أي صندوق تحوّط كبير في العالم. “إسام” ISAM، صندوق التحوّط المنهجي ـ مقره لندن ـ الذي يترأسه ستانلي فينك، ارتفع بنسبة 50 في المائة هذا العام، بعد أن خسر أموالا في عامي 2012 و2013. ووفقاً لبيانات “إتش إس بي سي” هناك عدة صناديق أخرى تتعقب الاتجاهات، مثل صناديق “آيه إتش إل”، التابعة لمجموعة مان، وصندوق كانتاب في كامبريدج، كانت من بين صناديق التحوّط الـ 20 ذات الأداء الأفضل في العالم.

وبحسب ألبر إنس، المدير الإداري لـ “بامكو” Paamco، مجموعة صناديق التحوّط التي يوجد مقرها في كاليفورنيا، التي تدير مجموع أصول بقيمة 9.5 مليار دولار، “أداء الصناديق المتعقبة للاتجاهات لم يكُن جيداً في تشرين الثاني (نوفمبر)، ولم يعرف أحد من أين جاء ذلك”. وأضاف “كان شهراً جيداً بالنسبة للناس الذين كانت لديهم تعاملات معها”. ويعتقد إنس أن صناديق التحوّط التي وضعت رهانات كبيرة على استمرار الانتعاش في أوروبا واجهت صعوبات أكثر مما توقعه معظم المستثمرين في بداية العام.

وفي نهاية عام 2013 كثير من صناديق التحوّط كانت تجادل بأن الأسهم الأوروبية كانت أرخص بكثير من نظيراتها الأمريكية، ما يعني أنها ستواصل اللحاق. لكن بدلاً من ذلك تأثرت المشاعر بالتدهور في كثير من اقتصادات منطقة اليورو، وفي الآونة الأخيرة، بارتفاع المخاوف بشأن نتيجة الانتخابات في اليونان. ووفقا لإنس “كانت الأسهم الأوروبية مخيبة للآمال والأشخاص الذي كانوا يراهنون على الانتعاش الأوروبي لم يكُن أداؤهم جيداً”.

والتراجع الحاد بالنسبة لكثير من صناديق التحوّط حدث في تشرين الأول (أكتوبر)، عندما سلك كثير من الصفقات الأكثر ازدحاماً في الصناعة، في تتابع سريع، الاتجاه الخطأ.

بيري كابيتال، وبيرشينج سكوير، وبولسون، كانوا من بين المديرين الذين راهنوا على أن المحاكم الأمريكية ستعيد القيمة لحاملي سندات شركتي تمويل القروض العقارية الأمريكية اللتين تم تأميمهما، “فاني ماي” و”فريدي ماك”، لكن الدعوة القضائية التي رفعها المساهمون تم رفضها. وكانت صناديق إليوت، وجانوس كابيتال، وبولسون، تلعب على عملية الدمج بين شركة شاير للصناعات الدوائية و”آب في” التي انهارت بعد أن غيرت الحكومة الأمريكية القواعد التي تحكم انتقال الشركات الأمريكية إلى مناطق ضريبية أدنى. وكان جميع مديري الصناديق الكبيرة تقريبا يراهنون على ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، عندما انخفضت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام إلى أقل من 2 في المائة في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، ما أدى إلى “الانهيار الخاطف” للعائدات.

لكن فشل الصفقات رفيعة المستوى، المخصصة للأسهم لم يُعرقل تدفق الأموال إلى صناديق التحوّط “المدفوعة من الأحداث”، وتمكن المديرون النشطاء على وجه التحديد من جمع مزيد من الأموال واستهداف شركات أكبر وتحقيق عوائد أقوى في عام 2014.

وكان بيل أكمان، مؤسس بيرشينج سكوير الذي يعد أكثر النشطاء جرأة، من بين المديرين الأفضل أداءً في العالم هذا العام، بارتفاع نسبته 35 في المائة. لكن لم توافق أي جهة منظمة حتى الآن على ادعاءات أكمان بأن شركة هيربالايف للمكملات الغذائية، هي مجرد “برنامج هرمي”، الأمر الذي تنفيه الشركة. كذلك رفضت شركة أليرجان الموافقة على محاولة استحواذ من شركة فاليانت للصناعات الدوائية، كما طالب أكمان، لكن أسهم هيربالايف انخفضت إلى النصف، فيما وجدت وأليرجان المنقذ الذي راهن عليها بسعر أعلى.

وتبين أن أكمان كان واحدا من بين عدد قليل من البشر الذين تمكنوا من التوفيق بين الكمبيوترات التي تتبع الاتجاه وبين الأداء هذا العام. ويأمل المستثمرون في شركات التقاط الأسهم أن يتمكن مزيد من البشر من الانتصار على الآلات في 2015.