IMLebanon

“المركزية”: الفاتيكان مستاء من المسؤولين اللبنانيين والمسيحيين

bank-of-vatican

تكاد اجواء الزوار اللبنانيين والعرب العائدين من الفاتيكان تتطابق الى حد كبير مع ما يتصل برؤية المسؤولين الفاتيكانيين للاستحقاق الرئاسي اللبناني والدور المنوط باللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، وتتقاطع بمجملها عند استياء فاتيكاني ونقمة على الطبقة السياسية اللبنانية التي اثبتت عجزا لا متناهيا واستهتارا غير مسبوق في تعاطيها مع الملف الرئاسي على رغم مرور سبعة اشهر على الفراغ.

وتنقل أوساط دبلوماسية عربية في فرنسا لـ”المركزية” بعضا من هذه الاجواء فتؤكد ان اعلى السلطات في الدوائر الفاتيكانية لا تتوانى عن التعبير امام زوارها من السائلين عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن نقمتها على السياسيين اللبنانيين وعلى وجه الخصوص المسيحيين المتلكئين عن الاضطلاع بمهامهم ومسؤولياتهم الوطنية. ويركز المسؤولون الفاتيكانيون على ان تلبية بعض الطموحات الشخصية اذا كانت غير ممكنة فعلى المسؤولين المسيحيين على الاقل الاتفاق على مرشح اجماع عوض التمترس كل خلف موقفه وموقعه والاسهام في استمرار العرقلة والتعطيل. وتنقل المصادر الدبلوماسية ان الفاتيكان يتابع ملف رئاسة الجمهورية في لبنان من ضمن اهتمامه بالوضع المسيحي في منطقة الشرق الاوسط وانه يجمع العناصر ويدرس الظروف والمسببات التي تحول دون انجاز الاستحقاق حتى الساعة وانه يتريث في الاقدام على اي مبادرة قبل اكتمال عناصر الملف على ان يعمد بعد ذلك وربما مع مطلع العام الجديد الى التحرك في اتجاه معين لتسهيل الانتخابات حيث يمكن ان يكون له دور فاعل.

وتقول الأوساط ان الفاتيكان الذي يراقب عن كثب الجهود الدولية المبذولة على هذا الخط كان ابلغ الموفد الرئاسي الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو قبيل انطلاقه في تحركه نحو ايران بداية ثم زيارته لبنان، استعداده لمواكبة هذا التحرك بخطوات عملية ولكن بعد حصول جيرو على موقف ايراني مؤيد لوصول رئيس توافقي الى قصر بعبدا، بحيث يمكن انذاك ان يفعل التأثير الفاتيكاني فعله في الداخل، خصوصا حيث يملك قوة نفوذ على المستوى المسيحي من زاوية الحفاظ على وجوده في لبنان كمنطلق لثبات مسيحيي الشرق خصوصا في ظل موجة الاضطهاد والتهجير التي يتعرضون لها من الجماعات التكفيرية والمنظمات الارهابية في العراق وسوريا وغيرها من الدول.

وتضيف ان مسؤولا لبنانيا كان شارك في اجتماعات دولية عقدت في نيويورك سمع من مسؤول فاتيكاني رفيع ردا على سؤال عن سبب عدم تحرك الفاتيكان لتسهيل الاستحقاق وممارسة الضغط على المسيحيين لازالة العراقيل، “اننا اوكلنا المهمة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يتخذ الموقف المناسب باعتباره مطلعا على التفاصيل وعلى صلة بالقيادات المسيحية كافة وهو يتحرك بتوجهات الفاتيكان”. وتربط الأوساط هنا بين الموقف المشار اليه ومواقف البطريرك الراعي الذي رفع سقفها الى أعلى درجة وصولا الى “تحذير النواب من استخدام العصا” لحثهم على القيام بالمهام المنوطة بهم، معتبرة ان “الصوت العالي” لسيد بكركي استند الى قوة التكليف الفاتيكاني باخراج الملف الرئاسي.

December 23, 2014 04:52 PM