IMLebanon

التحذيرات بشأن الأرباح تبلغ أعلى مستوى منذ الأزمة المالية

FInancialDollarShadow
أليسون سميث

كان هذا العام هو الأسوأ على صعيد التحذيرات بشأن أرباح أكبر الشركات المُدرجة في المملكة المتحدة منذ أن بلغت التحذيرات ذروتها إبان الأزمة المالية العالمية.

ويظهر بحث من شركة الخدمات المهنية، إيرنست آند يونج، أن عدد التحذيرات بشأن الأرباح التي أصدرتها الشركات المدرجة في مؤشر فاينانشيال تايمز 350 خلال العام المنتهي في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بلغ 87 تحذيرا وهو رقم أعلى مما كان في أي عام خلال العقد الماضي، باستثناء 90 تحذيرا تم إصدارها في عام 2008. وبمعدل واحد من كل خمسة تقريبا، تعد نسبة الشركات التي تصدر التحذيرات هي الأعلى أيضاً، باستثناء عام الأزمة.

كيث ماكجريجور، وهو شريك إعادة هيكلة في إيرنست آند يونج، يقول إن مستوى التحذيرات يُشير إلى أن كثيرا من الشركات تعاني كي تشرح للمساهمين أداءها “هذا العدد من الشركات التي تُصدر التحذيرات يُشير إلى أن جزءا كبيرا من السوق يواجه صعوبة في التخطيط وتوقّع العمليات، أو في التواصل مع الحي المالي في لندن”.

وأبرز مجموعة من تحذيرات الأرباح هذا العام جاءت من مجموعة تيسكو لمتاجر السوبر ماركت، التي أصدرت هذا الشهر تحذيرها الرابع خلال ستة أشهر، لأن أعمالها تضررت بشكل متكرر من تأثير التداول الضعيف والمخالفات المحاسبية.

بيتروفاك، شركة خدمات حقول النفط، قالت في تشرين الثاني (نوفمبر) إن “الفترة الصعبة” التي تنطوي على مشاريع بحر الشمال وانخفاض أسعار النفط من المنتظر أن تؤدي إلى تخفيض صافي الأرباح في العام المقبل إلى 500 مليون دولار، أي أقل بكثير من توقعات المحللين البالغة 675 مليون دولار.

روبرت باركس، مختص استراتيجية الأسهم في إتش إس بي سي، يقول: “بعض تحذيرات الأرباح هذا العام ربما يمكن تفسيرها بسبب انكشاف السوق البريطانية أمام قطاعات الطاقة والتعدين، التي واجهت رياحاً معاكسة كبيرة على شكل انخفاض في أسعار السلع”.

وبحسب إيرنست آند يونج، شركات الخدمات المساندة ظهرت أيضاً بقوة بين الشركات التي أصدرت التحذيرات. وقال ماكجريجور: “باعتبارها شركات تقدم الخدمات لشركات أخرى، فهي على وجه التحديد معرّضة للشعور المتزايد بالمخاطر في الاقتصاد”.

سيركو، شركة خدمات المساندة، مرت بعام صعب بشكل خاص، بلغ ذروته في تحذير بشأن الأرباح عن الربع الرابع وإصدار أسهم حقوق إنقاذ في تشرين الثاني (نوفمبر).

ويعد ارتفاع عدد التحذيرات – 12 تحذيرا أكثر مما كان في عام 2013 – أمر لافت للنظر على وجه الخصوص لأن بعض الصعوبات، مثل ضعف النمو في منطقة اليورو وقوة الاسترليني، هي سمات مألوفة بحيث كان من الممكن أن تتوقع الشركات أن تكون قادرة على تحليلها في توقعات أدائها. ووفقا لماكجريجور: “كان ينبغي أن تكون بيئة العمل أكثر قابلية للتنبؤ من عام 2008”.

وتشير مقارنة النمط الربعي لتحذيرات الأرباح بمؤشر التقلّب الرئيسي، فيكس، إلى وجود بعض الارتباط بين عدد التحذيرات ومستويات التقلّب حتى عام 2008، لكن في الآونة الأخيرة لم تكُن هناك أية صلة واضحة، ما يشير إلى أن المسألة بالنسبة للشركات الآن هي في الأساس عدم القدرة على نقل توقعات دقيقة إلى المساهمين والمحللين، وليس عدم القدرة على التعامل مع مفاجآت السوق.

ويُظهر محللو إيرنست آند يونج أن رد فعل سعر السهم على تحذير الأرباح أصبح أكثر تحفظاً على مدى الأعوام القليلة الماضية. ففي 2013 و2014 كان متوسط انخفاض سعر السهم اليومي 7.8 في المائة و8.0 في المائة، على التوالي – أقل مما كان عليه في أي من الأعوام السبعة السابقة.

في كانون الثاني (يناير)، عندما أصدرت شركة رويال داتش شل أول تحذير منذ عشرة أعوام، انخفضت أسهمها بنسبة تزيد قليلاً على 1 في المائة. لكن تحذير سيركو الرابع أدى إلى خسارة أسهمها نحو ثُلث قيمتها في يوم واحد.

وقال ماكجريجور إن الشركات التي لا تعاني انخفاضا خطيرا في سعر السهم استجابة لأحد التحذيرات، ينبغي ألا تكون مرتاحة كثيراً من تلك الحقيقية. وأضاف: “ذلك ربما يكون بالقدر نفسه علامة على الموضوع المتكرر من الافتقار الملحوظ لفرص الاستثمار الجذابة ضمن إطار توزيع الأصول لبعض المساهمين”.

وعلى الرغم من التحذيرات هذا العام، إلا أن التوقعات بالنسبة لأرباح الشركات البريطانية في عام 2015 تبدو أكثر إشراقاً. ووفقاً لمؤشر ستاندرد آند بورز كابيتال آي كيو، مضاعِفات السعر إلى الأرباح للشهور الـ 12 المقبلة بالنسبة لمؤشر فاينانشيال تايمز 350 تبلغ 13.5 ضعف، أي أنها متقدمة قليلاً على التصنيف في الوقت نفسه من العام الماضي، ومتقدمة كثيراً عن الفترة نفسها من عام 2012.

ويرى باركس أن هناك “إمكانية أكبر على الجانب الإيجابي من الأرباح”، لأن الشركات ستستفيد من التكاليف المنخفضة التي كانت سلبية بالنسبة لقطاع الطاقة والتعدين. ويقول: “أحد الأسئلة المهمة هو ما إذا كان التراجع في أسعار النفط مدفوعا بالعرض أو مدفوعا بالطلب. نحن نعتقد أنه أقرب إلى كونه مدفوعا بالعرض، على اعتبار أننا لا نرى الطلب قد هوى من علٍ”.