أكّدت مصادر معنية بحوار “المستقبل” و”حزب الله” لصحيفة “الجمهورية” انّه من البديهي ان تكون أولى نتائجه توافق الطرفين المتحاورين على وقف الحملات الإعلامية والسجالات والخطاب السياسي المتشنج الذي يهدّد بالفتنة، مشيرة الى وجود حرص على وصول الحوار الى غاياته المنشودة بدليل توزيعة اعضاء الوفدين من حيث انتماءاتهم المناطقية، إذ جاءت هذه التوزيعة شبه شاملة: فوفد “المستقبل” تمثّلَت فيه بيروت وطرابلس وصيدا، فيما وفد الحزب تمثّلت فيه الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع.
ولفتت المصادر الى أنّ الطرفين حرصا على تطمين الحلفاء عشية انطلاق الحوار، فرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون نال الضمان بما أعلنَه “حزب الله” من تمسّك بترشيحه طالما إنّه مستمر فيه، فيما رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع حصل في إجتماعات الرياض على ما يطمئنه هو الآخر، وإن كان بعض الذين التقوه لمّحوا إلى انّه أعطِي الحيّز الذي يرضيه في المشاركة في عملية التوافق على الرئيس الجديد.
وقال احد المشاركين لـ”الجمهورية” إنّ “الجو كان إيجابياً جداً، وجرى الحديث في المواضيع بصراحة تامّة وإنّ الحوار سيُستكمل”، وذكرت مصادر قريبة من “المستقبل” لـ”الجمهورية” إنّ الرئيس نبيه برّي حاول إضفاء جو من الأريحية على اللقاء، فطغَت المناخات المريحة والإيجابية، وجرى استعراض دقيق للأوضاع من كلّ جوانبها، ولكن من دون الدخول في عمق الملفات الخلافية، وتمّ الاتفاق على الاستمرار في الحوار الذي يرجّح أن تنعقد جلسته الثانية في الأسبوع الأول من السنة الجديدة من دون الإعلان عن موعد محدد لأسباب أمنية.