تزيد احتمالات تدهور أسعار النفط حتى مستوى 20 ثم 10 دولارات للبرميل لتلاقي مستوياتها في العام 1990. فتزايد المعروض مقابل تراجع الطلب وانكفاء الدول المنتجة عن تقليص انتاجها… كلها أسباب حاسمة وراء تدهور الاسعار.
مع وضع الولايات المتحدة الاميركية نهاية لسياسات التحفيز الاقتصادي في تشرين الاول الماضي والتي كانت تضخ تريليونات الدولارات في الاسواق توقف ضَخ السيولة في أسواق الاسهم. هذه السيولة التي قادت الاسعار في البورصات صعوداً على مدى ستة اعوام متتالية. امّا الان فيواجه المستثمرون تقلبات حادة للأسعار في الاسواق المالية العالمية.
ويجدر بهم حالياً التأقلم مع تباطؤ الاقتصاد في الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم، ومع نمو اقتصادي هزيل في منطقة اليورو ونمو اقتصادي سلبي في اليابان. واذا اضيف عامل ارتفاع حجم المعروض من النفط في الاسواق العالمية، فإنّ تدهور الاسعار المتتالي سوف يكون النتيجة الاكيدة.
وكان سعر النفط قد بدأ بالتراجع اعتباراً من العام 2011 لكن ذلك مرّ من دون ان يتوقف احد عند هذا التراجع. ومع رفض منظمة اوبك التفاعل مع زيادة المعروض وتراجع الطلب على النفط من خلال خفض حجم انتاجها، في وقت طالبت فيه المملك العربية السعودية الدول الاخرى خفض انتاجها، زادت الضغوط على الاسعار حتى بعد تراجعها اكثر من 40 في المئة مؤخراً.
وعلى رغم حاجة الكثير من الدول المنتجة الى أسعار فوق 100 دولار للبرميل لتمويل العجز في موازناتها، فإنّ السعودية استفادت من التطورات الاخيرة للضغط على ايران من جهة، وبالنسبة لدورها في منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً في سوريا، كما افادت من ذلك لدعم اقتصاديات حلفائها في كل من مصر وباكستان في خفض كلفة الفاتورة النفطية.
وافادت المملكة العربية السعودية من خفض اسعار النفط للضغط على روسيا على مستوى تدخلها في دعم النظام في سوريا، ومع الانزعاج القوي في كل من ايران وروسيا بَدت فنزويلا الاكثر اختناقاً التي تحتاج الى سعر يقارب الـ 125 دولاراً للبرميل لتغطية نفقاتها. كذلك عانت نيجيريا التي تشكل العائدات النفطية 80 في المئة من مداخيل الحكومة، فتراجعت عملتها 11 في المئة مقابل الدولار.
امّا الى ايّ مدى يمكن تراجع الاسعار وخلافاً مع توقع البعض مستوى 50 الى 69 دولاراً للبرميل، يرى البعض الآخر انّ الحد الادنى قد يكون 10 دولارات او 20 دولاراً. وسوف تكون الدول النامية التي تعتمد على صادرات السلع للحصول على العملات الاجنبية الصعبة لخدمة ديونها الخارجية اكثر استعداداً لإنتاج النفط وتسويقه في الخارج بأسعار منخفضة اكثر من ذلك. فهل نرى أسعار النفط عند 10 دولارات كما كان في العام 1990؟
أسواق المال المحلية والخارجية
بلغ حجم التداولات في بورصة بيروت الرسمية أمس 4,56 ملايين سهم و25,89 مليون دولار اميركي بفضل صفقة كبيرة على اسهم بنك عودة بلغ حجمها 4 ملايين سهم بسعر انخفض 2,88 في المئة الى 6,05 دولارات لتبلغ قيمة الصفقة 24,25 مليون دولار.
كما جرى تبادل 497000 سهم لبنك بيبلوس استقر سعرها على 1,60 دولار وتابعت أسهم سوليدير ارتفاعها فزادت الفئة (ب) 1,42 في المئة الى 11,38 دولاراً والفئة (أ) 0,88 في المئة الى 11,40 دولاراً. وزادت اسهم بنك بيروت الفئة (E) و (H) بنسبة 0,96 في المئة الى 26,25 دولاراً وأسهم بلوم العادية 0,57 في المئة الى 8,80 دولارات.
اما في الاسواق العالمية فتابعت الاسهم الاميركية ارتفاعها لتزيد مؤشرات بورصة وول ستريت وبورصات فرانكفورت وباريس ولندن وطوكيو بفضل اداء الشركات الايجابي، فزادت الاسهم الاميركية بين 0,34 في المئة و0,87 في المئة، وارتفع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بدعم من تراجع الين الياباني لليوم الخامس مقابل الدولار بنسبة 0,08 في المئة الى 17635 نقطة، كما زادت مؤشرات باريس 0,69 في المئة ولندن 0,33 في المئة وفرانكفورت 0,23 في المئة.
امّا في اسواق الصرف فتابع الدولار ارتفاعه وسط توقعات متزايدة بأن يظهر الاقتصاد الاميركي المزيد من الأداء القوي ممّا سوف يشجع الاحتياطي الفدرالي الاميركي على رفع أقرب الاسعار الفائدة الاميركية، فتراجع اليورو بنسبة 0,02 في المئة الى 1,2227 دولار، وهبط الجنيه الاسترليني 0,21 في المئة الى 1,5557 دولار، وزاد الدولار بنسبة 0,06 في المئة الى 120,11 يناً.
لكنه تراجع قليلا مقابل كل من الدولار الاوسترالي والكندي وسجّل الروبل الروسي تحسناً أمس ايضاً. وعُلم أمس انّ المملكة العربية السعودية سوف تدع سعر صرف الريال السعودي بفضل احتياطياتها من العملات الاجنبية التي تبلغ قيمتها 745 مليار دولار، وذلك في مواجهة الضغوط الناتجة عن هبوط أسعار النفط بنسبة 47 في المئة. ويبلغ سعر الدولار 3,75 ريالات سعودية وهذا سعر مثبت منذ 28 عاماً.
اما في اسواق المعادن الثمينة فتراجع سعر الذهب في تداولات بعد ظهر امس بنسبة 0,03 في المئة الى 1179,40 دولاراً للأونصة على رغم تراجعه الى ادنى مستوى له في ثلاثة اسابيع.
وزاد سعر الفضة بنسبة 0,33 في المئة الى 15,74 دولاراً للأونصة. وفي اسواق النفط زاد النفط الاميركي في نيويورك أمس 1,57 في المئة الى 56,13 دولاراً للبرميل، كما زاد سعر نفط برنت الخام 1,28 في المئة الى 60,88 دولاراً للبرميل، وذلك بفضل قوة الاقتصاد الاميركي.