ذكرت صحيفة “النهار” أنّ انطلاق عجلة الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” أرخى بظلاله على مجمل الحياة السياسية اللبنانية، خصوصًا أنّ لقاء آخر بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” سيعقبه، على رغم تحفظ الطرفين عن الاعلان عن التواصل القائم بين الطرفين والذي قطع اشواطا. ومساء أمس أجري اتصال معايدة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في حضور النائب إبرهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” ملحم رياشي الذي زار الرابية موفداً من رئيس “القوات” بعد مرحلة من التواصل. وفي معلومات لـ”النهار” ان التواصل بلغ مرحلة من الجدية والمصارحة تهيئ لإمكان حوار ولقاء بين عون وجعجع.
في كلتا الحالتين يكون الغائب الاكبر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط الذي أوفد اليه الرئيس نبيه بري امس مستشاره السياسي الوزير علي حسن خليل لاطلاعه على أجواء جلسة الثلثاء، وهو سيقوم بهذه المهمة عقب كل جلسة.
وذكرت “النهار” أنّ جلسة الحوار الاولى دخلت في الملف السوري على رغم المعلومات التي سبقت الجلسة والتي أفادت أنّ البحث لن يشمله. وفي التفاصيل، أن ممثلي “المستقبل” طرحوا على بساط البحث الوضع الامني وضرورة تهدئة الاجواء بين السنّة والشيعة، مشيرين الى “ان عرسال يجب ألا تكون أرض إختبار لـ”داعش” و”النصرة” ولا لسواهما وأن من الضروري تحييد الحدود بين لبنان وسوريا”. فرد ممثلو “حزب الله” بأن تدخل الحزب في سوريا هو “دفاعا عن وجودنا ضد الارهاب، والصراع ضد الارهاب هو جزء من صراعنا مع إسرائيل”.
وأكد الطرفان أنهما حضرا الى الحوار بـ”قرار ذاتي”. وفي الموضوع الرئاسي كان تأكيد لضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية “يحظى بتوافق على شخصه”. كما كان تأكيد للفصل بين الحوار ومجريات عمل المحكمة الخاصة بلبنان.
وقال مصدر قيادي في “المستقبل” لـ “النهار” إن رغبة الطرفيّن هي في إستمرار الحوار اطول فترة ممكنة، إلا إذا طرأت عوامل لم تكن في الحسبان وأدت الى تغيير المشهد. وأوضح ان التحضير للحوار إستمر أشهرا وكانت فكرته في البداية عند الرئيس نبيه بري وجنبلاط اللذين إعتبرا ان التوصل الى تفاهم داخلي مشترك في شأن إستحقاق الانتخابات الرئاسية يقتضي الدخول في حوار مع “حزب الله” فضلا عن إيجاد مناخات تلجم التوتر الداخلي.
وذكر ان حاجة الحزب الى الحوار كانت الحاسمة في إنطلاقته ولكن من غير أن يعني ذلك ان تطورا ما سيحصل على مستوى الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور لتبقى قضية خفض منسوب التوتر الداخلي هي الاساس. ونفى أن يكون لهذا الحوار بعد خارجي، مشيرا الى أن إنعدام الفرص الخارجية هو الذي حفّز على الحوار الداخلي لتحصين لبنان في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة.