أكد مختصون أن العراق هو أكثر الدول تضررا من انخفاض أسعار النفط بسبب الظروف التي يواجهها في حربه التي يخوضها ضد الإرهاب نيابة عن العالم ،متهمين السعودية بتعمد العمل على خفض الأسعار في أوبك لإدخال المنظمة الدولية في لعبة المحاور.
ويرى عضو لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب العراقي رزاق محيبس ،أن الحرب التي يخوضها العراق ضد الإرهاب نيابة عن العالم تجعله في أمس الحاجة إلى تعظيم وارداته النفطية ،غير أن دولا عدة لا تساعد العراق في هذا الاتجاه وفي مقدمتها السعودية التي تعمدت خفض أسعار النفط مع علمها بموقف العراق.
ويقول محيبس في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “السعودية تعمدت ذلك برأيي الشخصي لأن السعودية محمية أمريكية وتعمل تحت أجندات أمريكية وهنالك حرب اقتصادية بين السعودية وأمريكا من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى بسبب سورية والموضوع واضح من خلال تمحور السعودية وأمريكا ضد إيران وروسيا”.
ويضيف ،إن “انخفاض أسعار النفط ألقى بظلاله على الاقتصاد العراقي وعلى الدول في المنطقة لكن المتضرر الأول من هبوط اسعار النفط هو العراق لأنه يخوض حربا عالمية نيابة عن العالم ضد الإرهاب وهناك مناطق عراقية لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي ما أدى إلى استنزاف الثروات العراقية واستنزاف الاقتصاد العراقي وتراجع النمو الاقتصادي بشكل كبير خصوصا عام 2014 وأثر على موازنة 2015”.
ودعا محيبس ،إلى ضرورة أن “تراعي دول أوبك ظرف العراق الاستثنائي في حربه النيابية عن دول العالم ضد الإرهاب وينبغي مساعدته من قبل هذه الدول في المجال الاقتصادي وحربه ضد الإرهاب لأن استقرار العراق يعني استقرار وأمن المنطقة”.
المحلل السياسي خالد السراج، يؤكد من جانبه وجود يد للجانب السعودي في هذا الاتجاه من خلال موقفها داخل المنظمة لتحقيق أهداف تتمثل بالضغط على عدد من الدول في المنظمة.
ويقول السراج في حديث لمراسل وكالة انباء فارس ،إن “الموقف السعودي كان سياسيا أكثر منه فنيا لأن أي دولة مهما كانت تمتلك اقتصادا قويا كالسعودية فإنها لا تضحي بإنتاجها النفطي الذي يكلفها الملايين من الدولارات سنويا بمقابل أسعار قد لا تغطي نفقات الاستخراج إضافة إلى أن السعودية أثرت على دول أخرى داخل أوبك بالضغط عليها باتجاهات متعددة للموافقة على عدم تحديد الانتاج أو خفضه”.
ويضيف السراج ،إن “الهدف من ذلك هو الضغط على دول أخرى داخل المنظمة للانصياع إلى رغبات السعودية ومن يقف وراءها كأمريكا والكيان الإسرائيلي لإضعاف الجبهة المناوئة لهذه الجبهة والمتمثلة بالمعسكر الشرقي”.
بدوره يقول الخبير النفطي فيصل غازي ،إن “عدم تحديد أوبك للسقف الانتاجي لدول المنظمة أثر على إبقاء السعر منخفضا بتشبع السوق العالمية من النفط وقلة الطلب عليه والسبب وراء هذا هو الموقف السعودي المتمثل بعدم الموافقة على تخفيض أوبك لإنتاجها حتى ولو وصل سعر البرميل إلى 20 دولارا كما أعلن وزير النفط السعودي الذي يرى أن هذا غير مهم وأن مستوى 100 دولار لسعر البرميل الواحد قد لا يشهده السوق مجددا رغم أن السعر كان أعلى قبل أشهر قليلة”.
ويضيف غازي ،أن “المراهنة السعودية على تحسن أسعار النفط مستقبلا حجة غير مقنعة بعدم الحاجة لخفض الانتاج لأنها تعرف أن دولا كالعراق ستتأثر كثيرا بينما السعودية التي لا تمر بظروف أمنية أو اقتصادية صعبة لن تكون متأثرة كما العراق”.