IMLebanon

عكار عشية الميلاد: التراجع يبلغ مداه

ChristmasMarket
نجلة حمود
ازدانت شوارع عكار وساحاتها العامة بالزينة الخاصة بالميلاد، فعمدت البلديات الى إضاءة شجرة الميلاد بأجواء احتفالية، اقتصرت على بعض النشاطات الترفيهية الخاصة بالمناسبة، في موقف خجول عكس قلق الأهالي على مصير العسكريين الأسرى، إذ ان عكار لا تزال تجهل مصير ثلاثة من عسكرييها المخطوفين لدى المجموعات الارهابية في جرود عرسال.
وقامت بلدية القبيات (أكبر البلدات المسيحية في عكار) برفع زينة الميلاد بجانب صور الرقيب الأسير جورج خوري، وأضاءت شجرة الميلاد وسط ساحة البلدة، بشكل خجول، «إذ لا مفر من إضفاء جو من الفرح من أجل الأطفال» بحسب ما يؤكد رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو لـ»السفير».
ويلفت عبدو الى «أن الفرحة الكبرى تكون بتحرير الأسير جورج وعودته لعائلته وبلدته، ليعم بذلك الفرح كل أنحاء الوطن لأن فرحة اللبنانيين اليوم منقوصة بغياب جنوده».
زينة الميلاد والأنوار المتلألئة أخفت خلفها أيضا هموم أصحاب المؤسسات التجارية الذين ينعون الموسم الحالي، إذ لم يعد من الممكن الحديث عن نسب التراجع في الحركة التجارية، بل إن الأمور بلغت منحى خطيرا بدأ يدفع بعض المؤسسات الى إقفال أبوابها، بينما البعض الآخر من التجار فضلوا التريث حتى انتهاء موسم الأعياد وإغلاق المؤسسات الفرعية في عكار التي تظهر الأرقام أن مبيعاتها لا تقارن مع فروع في مناطق لبنانية أخرى.
أسعار المحال مرتفعة
وما يزيد الأمور سوءا في الوضع الاقتصادي في عكار هو الأسعار المرتفعة جدا، لاستثمار المحال التجارية التي تتراوح بين 800 الى 1200 دولار شهريا في مدينة حلبا، وعلى الأتوتستراد الدولي من حلبا حتى العبدة، الأمر الذي يجعل موضوع تحقيق أرباح وتسديد التكاليف في غاية الصعوبة.
ويؤكد عدد من التجار لـ«السفير» أن موسم الميلاد هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق، إذ ان المبيع يقتصر فقط على الحاجيات الملحة كابتياع ثياب جديدة للأطفال أما الهدايا، التي اعتادت العائلات تبادلها في موسم الأعيادد، فقد انعدمت هذا العام. الأمر الذي دفع العديد من المؤسسات التي كانت ترسل الهدايا مع «بابا نويل» الى المنازل، للاحجام عن الأمر.
حافة الانهيار
ويلفت التاجر أحمد العلي الانتباه الى «أن الأمور بلغت حافة الانهيار، وأن كثيرا من المؤسسات انهارت، لكنها لم تعلن عن ذلك، ففي المواسم السابقة كنا نوضب ما لا يقل عن 200 هدية أما اليوم فلم نتعد الـ100 هدية». ويؤكد «أن لبنان يحتاج الى الأمن، والى إعادة الثقة الى كل زواره، من المغتربين والأجانب الذين اعتادوا زيارة لبنان وتمضية موسم الأعياد بين أهلهم».
ويرى سام ضاهر صاحب محل لبيع الألبسة الولادية في حلبا «أن مؤسسات الألبسة الولادية وضعها أفضل من غيرها بكثير، إذ لا بد من ابتياع الحاجيات والملابس للأطفال، أما الكبار فمن الطبيعي أن يعتمدوا سياسة التقشف في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الضاغطة».
وتتحدث عضو مجلس رعية بلدة الحاكور منى خوري عن «أنه لا بد من الاحتفال بالعيد عبر بعض النشاطات البسيطة والمعارض القروية، في محاولة لاحياء تراث الأعياد، لكن العيد الحقيقي يكون حين يعم السلام المنطقة، ويتجاوز لبنان المحنة الأمنية التي يمر بها».