عاودت الأسواق المالية اللبنانية نشاطها غداة عطلة عيد الميلاد في أجواء لا توحي بحصول تغيير في الأجواء الغامضة المحيطة بالبلاد سياسياً وأمنياً. وهكذا جاء أداء بورصة بيروت أمس في آخر جلسات الأسبوع رتيباً في غياب المبادرات ذات الاحجام الوازنة في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها ان على قاعدة العرض والطلب التقليدية أم في اطار الصفقات الكبيرة على عدد منها خارج هذه القاعدة. وأفادت من هذه العمليات أسهم “سوليدير” من الفئة “أ” دون غيرها، فتقلبت أسعارها بين أعلى على 11٫34 دولاراً أو أدنى على 11٫11 دولاراً لتقفل في نهاية المطاف بـ 11٫21 دولاراً في مقابل 11٫31 الأربعاء الماضي (ناقص 0٫88 في المئة في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري.
وفي قطاع المصارف ارتفعت قليلاً أسعار اسهم “بنك بيروت” المدرجة من 18٫39 دولاراً الى 18٫40 لتستقر أسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة على 8٫80 دولارات.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ هبوط اسعار أسهم “هولسيم” من 16٫21 الى 15٫25 (ناقص 5٫92 في المئة) في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع مقداره 3٫42 نقاط على 1170٫51 نقطة، في سوق هادئة تبودل فيها 88500 صك قيمتها 1٫070٫004 دولارات في مقابل 38882 صكاً قيمتها 347935 دولاراً الأربعاء الماضي.
في الخارج، ساد الهدوء أسواق المال العالمية في ظل توقف الأوروبية منها عن العمل في عطلة عيد الميلاد الطويلة ومعاودة الآسيوية والأميركية نشاطها في غياب الحوافز على الشراء والبيع واقتصار البيانات الاقتصادية أمس على تلك التي صدرت في اليابان واعلان الصين ان دينها الخارجي القائم انخفض من 907٫2 مليارات دولار في الفصل الثاني الى 894٫8 ملياراً في الفصل الثالث. إلا أن أسواق القطع الأميركية لم تتفاعل كثيراً مع هذه المعطيات ولا مع اعلان اليابان ان الانفاق الاستهلاكي للأسر فيها تراجع في تشرين الثاني 2٫5 في المئة بوتيرة سنوية في مقابل 4٫00 في المئة في تشرين الأول وكذلك الانتاج الصناعي بنسبة 0٫6 في المئة بوتيرة شهرية في مقابل ارتفاع نسبته 0٫4 في المئة في الفترة عينها وارتفاع مبيعات المفرق بنسبة 0٫4 في المئة بوتيرة شهرية و1٫1 في المئة بوتيرة سنوية مع استقرار البطالة على 3٫5 في المئة في الفترة نفسها، في تطور انعش الآمال بخروج الاقتصاد الياباني من الانكماش في الفصل الرابع من السنة على رغم ضعف الأجور في ثالث أكبر اقتصاد في العالم. وأدى ذلك الى استقرار علاقة الصرف ليس بين الدولار والين على 120٫45 فحسب بل بينه وبين الأورو الذي أقفل في نيويورك بـ 1٫2180 دولار وتحسن أونصة الذهب التي ارتفعت من 1185٫90 دولار الى 1194٫85 أمس.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية عموماً في نهاية جلسة التداول أمس مما أتاح لوول ستريت تسجيل زيادتها الاسبوعية الثانية في سوق غاب عنها كثير من المتعاملين في عطلة الميلاد، فاقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 23٫50 نقطة على 18053٫71 نقطة و33٫39 نقطة على 4806٫86 نقاط توالياً.