أحيا “تيار المستقبل” وقوى 14 آذار الذكرى السنوية الأولى لإغتيال الوزير الشهيد محمد شطح في وسط العاصمة بيروت، بحضور حشد سياسي ورسمي.
وألقى الرئيس فؤاد السنيورة كلمة بإسم “تيار المستقبل”، لفت فيها إلى أنّ “اللبنانيين بحاجة الى تحقيق اختراق على صعيد التوصل إلى انتخاب رئيس توافقي قوي يجب أن يتمتع به من صفات قيادية ورؤية ثاقبة وانفتاح وحكمة وتبصر، وأن يكون قادراً على أن يمثل رمز وحدة البلاد وان يستقطب اللبنانيين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم إلى مساحات مشتركة”.
وأضاف: “إنّ توجهنا الى الحوار مع “حزب الله” هو من اجل افساح المجال لإعادة احياء فكرة التمسك بلبنان الوطن وبحريته وسيادته واستقلاله، ومن أجل إعادة تفعيل وتعزيز وحماية مؤسساته الدستورية. كذلك من اجل افساح المجال لتوسيع وتعزيز نطاق هذه السيادة لكي تبسط الدولة سلطتها العادلة في كل الاتجاهات وداخل حدودها وعلى كل الأراضي اللبنانية، بحيث لا يكون هناك أيّ طرف داخلي أو خارجي يحول دون تطبيق العدالة ولا يبقى ايّ طرف داخلي خارجها. كذلك فإنّه لم يعد مقبولاً أن يقوم أحد الاطراف منفرداً أو أن يستمر بالمغامرة بالسلم الأهلي في البلاد فيورط فريقه وغيره والبلاد بأسرها في مغامرات داخلية أو خارجية غير محسوبة ترتد سلباً على جميع اللبنانيين وعلى قضاياهم المحقة وعلى وحدتهم الداخلية”.
وتابع السنيورة: “الحوار هو أيضاً من اجل وقف التدهور المستمر امنياً واقتصادياً ومعيشياً والذي يطال كل لبنان وليس منطقة بعينها وكل اللبنانيين وليس فريقاً منهم. وهو يأتي من اجل الإسهام في تخفيف الاحتقان والتشنج والتطلع الى الامام بحثاً عن توافق من اجل تجاوز مأزق الشغور الرئاسي الذي يجب العمل بجدية وبمثابرة للخلاص منه، لانّ استمراره يفتح الباب على تفاقم السلبيات وتعاظم المخاطر والشرور”.
وأوضح أنّه “عندما نرفض الحوار نكون كمن يعلن الاستقالة واليأس من لبنان وصيغته، واليأس من امكانية استمراره وهو ما نرفضه ويرفضه جميع اللبنانيين. ولذا فلا طريق لنا الا طريق الحوار والبحث المشترك عما يعزّز وحدتنا وسلمنا الأهلي، رغم كل الصعوبات والتعقيدات، هذا ما تريده العائلات اللبنانية ويريده المواطنون اللبنانيون”.
وقال السنيورة: “إننّا نفتقد رجل الحوار والإنفتاح”، مشيراً إلى أنّ “شطح كان صاحب مدرسة في أساليب الحوار والتوافق”، وأضاف: “المجرمون ستطالهم يد العدالة مهما طال الزمن، بغض النظر عن مدى قوتهم واجرامهم”.
من ناحيته، ألقى وزير الاتصالات بطرس حرب كلمة قوى الرابع عشر من آذار، أمل فيها أن “يكون مشروع الحوار حقيقياً وألا يكون شكلياً للمجاملة وجرد آداة لتخفيف الاحتقان المذهبي”، وأضاف: “من دون الحوار البنّاء لا يمكن للأُمور أن تتقدّم”.
وأوضح أنّ “المبادئ الوطنية هي التي صنعت 14 آذار وإصرارها على الدفاع عنها بالحوار، هو ما وضع رموزها في موقع الخطر”، مشدّداً على أنّ “لا حياة للبنان إلا إذا أعدنا تعزيز إيماننا بالدولة”.
وقال حرب: “نريد رئيساً مؤمناً بالدولة قادراً على إعادة بناء جمهورية”، سائلاً: “نحن دولة موقع رئاسة الجمهورية فيها شاغر ولا ندري لأيّ سبب، ولمصلحة من هذا الشغور؟ من حقنا أن نسأل هل يجوز أن يبقى لبنان في عين العاصفة معرّضاً للإنهيار، لأنّ زعيماً أو فريقاً سياسياً قدّم مصلحته الخاصة على المصلحة الوطنيّة العليا”؟
وختم: “إنّ محمد شطح ومعه رفاقه الشهداء يتطلعون إلينا اليوم وينتظرون تحقيق الآمال التي عاشوا وقضوا من أجلها”.
بدوره، ألقى حسن شطح شقيق الشهيد محمد شطح كلمة العائلة، إعتبر فيها أنّه “من المفجع والمحزن أنّ اغتيال شطح كان لأجل أفكاره واتجاهاته المعتدلة”.
من جهته، أعلن رئيس بلدية بيروت بلال حمد عن إطلاق إسم “الشهيد محمد شطح” على الشارع الذي إغتيل فيه قبل عام في وسط بيروت.