ديف شيلوك
تحرك سعر خام برنت فوق 60 دولارا بعد هبوط بلغت نسبته 50 في المائة تقريبا منذ الصيف، ربما يوفر متنفسا للمتداولين في الأسهم والسندات.
والآمال في أن أسعار النفط وجدت أخيرا حدا أدنى، ساعدت في الحفاظ على الاندفاع الأخير في الأسهم العالمية سليما، على الرغم من أن التحركات كانت متواضعة نسبيا وفي وقت تراجع فيه النشاط قبيل عطلة عيد الميلاد.
وعلى الرغم من أن سعر خام برنت كان أضعف بواقع 80 سنتا في اليوم الأخير من التداولات، إذ بلغ سعر البرميل 60.58 دولار، كان هناك شعور بالارتياح من أنه تمكن من الصمود فوق مستوى 60 دولارا. وفي الأسبوع قبل الماضي، لامس مؤشر النفط أدنى مستوى له خلال الجلسة منذ خمس سنوات، بهبوطه إلى 58.50 دولار بعد تراجعه نحو 50 في المائة منذ فصل الصيف.
وقال أدريان ميلر، مدير استراتيجية الدخل الثابت في GMP للأوراق المالية “أما وقد أصبحت سوق النفط الخام مرساة بالنسبة لأسواق المخاطرة العالمية خلال الأسابيع الستة الماضية، فمن المعقول أن يؤدي مجرد تصور بأننا نشهد استقرارا في أسعار النفط إلى توفير متنفس للأسهم والسندات لتتحرك إلى الأعلى بقوة”.
وأضاف “أما وقد قلت ذلك، فإننا نعتقد أن المحفز الرئيسي نحو النغمة الأفضل يأتي من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي ومن رسالة إيجابية في الأساس أكدت أن من غير المرجح لبنك الاحتياطي الفيدرالي الصبور أن يرفع (أسعار الفائدة) على الأقل حتى نيسان (أبريل)، مع استمراره في الوقت نفسه في النظر إلى تطورات إيجابية من الاقتصاد الأمريكي”.
في الواقع ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 5.5 في المائة في أعقاب إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء. وعوَّض بذلك عن جزء كبير من الانخفاض الحاد الذي شهده خلال الأسبوع السابق.
وبدأ مؤشر الأسهم الأمريكية في التحضير لعطلة عيد الميلاد في مزاج إيجابي معتدل، مرتفعا بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 2072 نقطة بحلول منتصف النهار في نيويورك. وكان مؤشر التقلب CBOE فيكس – الذي يتابعه المراقبون عن كثب كمقياس للرغبة في المخاطرة – منخفضا بنسبة 3 في المائة ودون مستوى 16 نقطة، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ شهرين فوق 25 نقطة في الأسبوع السابق.
عبر المحيط الأطلسي، قلص مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 تقدمه السابق بما يقارب 1 في المائة لينتهي مرتفعا 0.4 في المائة، في حين إن مؤشر نيكاي 225 في طوكيو ارتفع بنسبة 0.1 في المائة. وتفوقت هونج كونج حيث ارتفع مؤشر هانج سنج بنسبة 1.3 في المائة.
وقال إيان وليامز، المختص الاستراتيجي في بيل هانت “قد لا يتأهل تماما ليطلَق عليه اندفاع عيد الميلاد، لكن الانتعاش في أسواق الأسهم العالمية الذي جاء بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة في الأسبوع الماضي يجب بالتأكيد أن يترك المستثمرين في مزاج سعيد في فترة العطلة”.
وأضاف “بحلول كانون الثاني (يناير)، لغز السيناريوهات الاقتصادية المختلفة المتضمنة حاليا في تسعير أسواق الأصول المختلفة يظل بحاجة إلى حل. الأسهم لا تزال تتوقع آفاقاً أكثر قوة لأرباح الشركات، لكن تبقى عائدات السندات عند مستويات متسقة مع النمو الخافت وتوقعات التضخم”.
وساعد الاختلاف بين وجهات النظر الاقتصادية والسياسية بالنسبة للولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى على دفع الدولار إلى أعلى نقطة له منذ نحو تسع سنوات أمام سلة من العملات في نهاية الأسبوع الماضي.
وتراجعت العملة الأمريكية بنسبة 0.1 في المائة يوم أمس، حيث انسحب اليورو بعيدا عن أدنى مستوياته منذ عامين ليبلغ 0.3 في المائة في أكثر نزول له، عند سعر 1.2259 دولار.
وقال جين فولي، استراتيجي العملات في رابوبنك “في الوقت الذي تجف فيه السيولة (…) من المرجح أن تبقى الظروف متقلبة”. وأضاف “ومع ذلك، لا يزال هناك كثير من العوامل الدافعة للعملات من الآن حتى نهاية العام”.
وتابع “ليس فقط القرب من الدعم الفني عند 1.2220 دولار هو المرجح أن يثير شهية المتفائلين بالدولار، ولكن عدم اليقين بشأن توقيت القرارات السياسية لبنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وعلامة الاستفهام فوق السياسة اليونانية التي يمكنها ضمان انتهاء مشاكس للتداول في العملات هذا العام”.
وانخفض العائد على السندات الحكومية اليونانية لأجل عشر سنوات بمعدل 12 نقطة أساس ليصل إلى 8.35 في المائة، وفقا لبيانات “رويترز”.
ولكن اللهجة المتواضعة الأخف للدولار لم تفعل شيئا يذكر لتشجيع شراء الذهب. وكان المعدن منخفضا بمقدار 13 دولارا ليبلغ 1182 دولارا للأونصة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض موسع بنسبة 2 في المائة في الأسبوع الماضي.
المزاج العام الواسع النطاق “للمخاطرة” في الأسواق كان قد تم تشجيعه أيضا بسبب الانتعاش الجديد للروبل، مع وصول العملة الروسية إلى أعلى مستوى لها مقابل الدولار منذ عشرة أيام – على الرغم من المخاوف المتزايدة من أن البلاد تتجه نحو أزمة اقتصادية.
وكان لخبر انخفاض مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة بشكل أكبر من المتوقع في الشهر الماضي تأثير محدود في الأسهم والسندات الحكومية على حد سواء. وكان العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات دون تغيير عند 2.18 في المائة، في حين كان العائد على السندات لأجل عامين أعلى بنقطة أساس واحدة عند 0.65 في المائة. كذلك ارتفع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل عشر سنوات بمعدل نقطة أساس واحدة ليصل إلى 0.60 في المائة.