رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الوزير الشهيد محمد شطح، أنّه “في مثل هذا اليوم من العام الماضي، أبت يد الإجرام إلا أن تُنغّص على اللبنانيين فرحتهم بالأعياد، فامتدّت بالاغتيال لتطاول رمزاً من رموز الاعتدال والحوار الحقيقي في هذا الوطن”.
وقال: “محمد شطح، يعزّ علينا في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك، ان نفتقد حكمتك، ووطنيتك واعتدالك في زمن نحن بأمسّ الحاجة فيه الى هذه الفضائل، وسط تنامي الأصوليات والتكفيريات على انواعها… محمد شطح، صحيحٌ انك تركتنا مُرغماً في منتصف الطريق الشاق نكافح ونناضل لانتشال لبنان من حاله الصعبة، لكن عيونك ستبقى ساهرة على هذه الأرض من حيث انت، وستبقى مثالاً في الوطنية والاعتدال والانفتاح، يحتذي به كل المناضلين في سبيل الحق والحرية والإنسان… محمد شطح، إنّ دماءك التي سالت في وسط بيروت، في مثل هذا اليوم بالذات، قد روت شجرة الوحدة الوطنية بسخاء، فأثمرت تلاقياً وحواراً يستعد له اللبنانيون. كيف لا، ومنطق الحوار يجري في عروقك، بصرف النظر عن مآله او حظوظه او دوافعه”.
واذ اعتبر انّ “ذكرى استشهاد شطح، لن تكون صفحة وطويت في دفاتر النسيان نستعيدها مرّةً كل عام، وإنّما هي فعل إيمان بلبنان السيد الحر المستقل، نجدّده على مدار الساعة… وحتى قيام الساعة”، لفت جعجع الى انّ “هذه الذكرى الأليمة يزيد من آلامها أكثر وأكثر واقع الشلل والتعطيل والفساد والوضع الاقتصادي المُذري والفراغ الذي ينهش لبنان الدولة والشعب يوماً بعد يوم، فالوطن الذي حلم به محمد شطح لا يُشبه ما نشهده اليوم بشيء، ولكن مع ذلك فإنّنا لن نيأس، لن نرتاح لن نستكين حتى تحقيق كل الأهداف التي سقط محمد شطح وكل شهداء ثورة الأرز من اجلها”.
وختم جعجع: “محمد شطح، لقد اديت قسطك للعلى بأغلى ثمن ممكن، فالتضحية التي بذلتها فداء عن وطنك، لا ترقى اليها تضحية، وإننا نعاهدك اليوم، وفي كل يوم، بأن دماءك لن تذهب هدراً، وبأن ثورة الأرز التي كنت ركناً من اركانها لن تخمد شعلتها ولن تبرد حرارتها مهما ازدادت الصعوبات وغلت التضحيات، نم قرير العين، فالأرض التي انجبتك واحتضنت في احشائها رفاتك ، لن تبخل بالمقاومين والمناضلين لمتابعة الدرب حتى انبلاج فجرٍ جديد، وقيام لبنان السيادة والحرية والإستقلال”.
