تأسست شركة إير آسيا عام 2001 بأسطول من طائرتين فقط ثم صارت عملاقة في مجال صناعة الطيران تتولى تشغيل أكثر من 180 طائرة بعد أكثر قليلا من عشر سنوات إلا انها تواجه الآن أكبر تحد في تاريخها.
تحول هذا النجاح الباهر للشركة ورئيسها المتألق توني فرنانديز الى كابوس يوم الاحد بعد ان أعلن فرع شركة إير آسيا في اندونيسيا ان طائرة من طراز ايرباص 320-200 وعلى متنها 162 شخصا فقدت أثناء رحلة من مدينة سورابايا الإندونيسية إلى سنغافورة.
وقال فرنانديز على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت حيث يصل عدد متابعيه الى ما يقرب من المليون “إنه أسوأ كابوس في حياتي. لكن لن نتوقف”.
وأضاف “بوصفي الرئيس التنفيذي للمجموعة فاني معكم خلال هذه الاوقات العصيبة. سنجتاز هذه المحنة المروعة معا وسأحاول ان اقابل أكبر عدد منكم”.
كانت الطائرة قد فقدت يوم الأحد بعد أن طلب الطيار تغيير مساره لتجنب سوء الأحوال الجوية. ومع حلول الظلام أرجأت اندونيسيا عمليات البحث وقالت إنها ستستأنف العملية مع أول ضوء من صباح الاثنين.
وتملك شركة إير آسيا منخفضة التكلفة ومقرها ماليزيا 49 في المئة من أسهم شركة اير آسيا الإندونيسية في حين يملك مستثمرون محليون بقية الأسهم.
كان وجود فرنانديز على تويتر وسيرته الذاتية قد جاءت بالفائدة على الشركة لكن مسؤوليته الادارية الشخصية ربما توجه ضربة موجعة لرجل ارتبط اسمه بصورة لصيقة بصعود نجم أنجح الشركات في منطقة جنوب شرق آسيا.
ظل سجل مجموعة شركات طيران إير آسيا في مجال السلامة الجوية لا تشوبه شائبة حتى يوم الاحد بالمقارنة بمنافساتها مثل شركة الطيران الماليزية وشركات اندونيسية للنقل الجوي مثل ليون إير وجارودا اندونيسيا التي فقدت عدة طائرات في حوادث تحطم خلال العقد الماضي.
وقال جون ستريكلاند مدير مؤسسة جيه ال اس الاستشارية في لندن “يحتفظ توني فرنانديز وإير آسيا بسمعة طيبة للغاية في صناعة الطيران. حققت شركة الطيران نجاحا باهرا ولديها سجل ممتاز في مجال سلامة النقل”.
وأصبحت مجموعة اير آسيا -التي تمتلك فروعا في تايلاند والفلبين والهند- من الشركات المنافسة لشركات نقل جوي اقليمية منها شركة الخطوط الجوية الماليزية وشركة الخطوط الجوية لسنغافورة وكانتاس.
جاءت شركتا ليون إير وإير آسيا في جنوب شرق آسيا في صدارة موجة شراء طائرات وتقدمتا بطلبات شراء قياسية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات لدى شركتي بوينج وايرباص وهما تتسابقان لنقل الركاب في المنطقة لتتفوقا على الولايات المتحدة بوصفها صاحبة أكبر سوق للطيران.
وبرزت إير آسيا -التي بلغت عملياتها للطلب او التسليم 475 عملية- بوصفها أكبر عميل اسيوي لايرباص.
وأشاد ساسة اوروبيون بإير آسيا بعد ان صارت منفردة واحدة من أكبر عملاء التصدير لصناعة الطيران الاوروبية وساعدت في توفير آلاف من فرص العمل.
ولا يزال فرنانديز -وهو محاسب تدرب في بريطانيا ورئيس سابق لشركة وارنر ميوزيك- يحبذ ارتداء الجينز معتمرا قبعة حمراء مشهورة خاصة بشركة اير آسيا. ويعبر فرناندير -وهو رئيس نادي كوينز بارك رينجرز الذي يلعب في الدوري الممتاز الانجليزي لكرة القدم- عن سعادته بأن تلتقط له صور فوتوغرافية مع معجبيه.
خاض فرنانديز حربا كلامية طويلة مع شركة الخطوط الجوية الماليزية وسعى جاهدا للحصول على حقوق الهبوط كما ناطح الحكومة الماليزية بشأن الحصول على مسارات جديدة.
جاءت انباء الطائرة المفقودة في نهاية عام مأساوي لشركة الخطوط الجوية الماليزية التي فقدت طائرتي ركاب هذا العام.