IMLebanon

صفعة جديدة لمزارعي البطاطا في سهول راشيا والبقاع الغربي

Potatoes
عارف مغامس
صفعة جديدة تلقاها مزارعو البطاطا في سهول راشيا والبقاع الغربي، حيث سعر لحمة الفقراء في الحضيض، والبطاطا الشتوية أو ما يعرف بالموسم «اللقيس»، لم يكن على مستوى طموحات عشرات مزارعي البطاطا، الذين غامروا مجددا بضمان الأراضي الزراعية ودفنوا رساميلهم وقروضهم تحت التراب، ليأتي الموسم شحيحا من جهة، ويتوقف باب التصدير الى الخارج من جهة ثانية نتيجة الاحداث الدموية التي تشهدها سوريا، بوابة لبنان البرية للتصدير الخارجي، والعراق الذي يستورد قسما من البطاطا اللبنانية، فيما تغرق السوق المحلية بالبطاطا الصيفية المخزنة في البرادات، فبات سعر الكيلو لا يتجاوز 300 ليرة في احسن أحواله، حيث عوّل هؤلاء على خطوات يمكن أن تتخذها وزارة الزراعة ومؤسسة ايدال لايجاد آليات من شأنها أن تحمي المزارع وتدعم ثياته في الارض حيث بات هجرها بحسب احد المزارعين افضل من العناية بها والوقوع في الخسائر الموسمية .

العموري

المزارع وجيه العموري من عين زبدة، اعتبر أن النكسات الزراعية تتوالى هذا العام، موسماً بعد موسم، لافتا إلى ان موسم البطاطا اللقيس هو بأحسن الاحوال ينتج 2.5 طنين للدنم الواحد، فكيف اذا كانت الظروف غير مؤاتية، كظروف الموسم الحالي، بسبب شح الامطار وعوامل الطقس، اضافة الى ما نعانيه من مشاكل في التصدير نتيجة الازمة السورية من جهة، وهبوط السوق العالمي للبطاطا من جهة ثانية، لافتا الى ان سعر كيلو البطاطا لا يتجاوز 350 ليرة في السوق اللبنانية، معربا عن اعتقاده ان أمل المزارعين بدعم وزارة الزراعة عبر تحسين القطاع وتامين الاسمدة الجيدة ومراقبة السوق المحلية وفتح ابواب التصدير، مشيرا إلى ان استمرار المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات «ايدال» بتصدير انتاج البطاطا يطمئن المزارعين ضمن برنامج اكسبورت بلاس، كونها تدعم التصدير بنحو 55 ليرة عن كل كيلو الى دول الخليج و40 ليرة الى سوريا.

وأكد العموري أن المشكلة الكبرى التي تواجه المزارعين هي في ضمان الاراضي حيث التكلفة مرتفعة جدا في الموسم الصيفي وحتى في الشتوي احياناً، لافتا الى انه زرع بحدود 200 دنم في موسم اللقيس في عانا والمنصورة وان تكلفة الدنم تتجاوز المليون ليرة، فيما انتاجيته لا ترد الرأسمال.

زين الدين

وبحسب المزارع جودت زين الدين من بلدة البيرة في قضاء راشيا، أكد أنه وقع في خسارة هذا الموسم تجاوزت الـ100 مليون ليرة مع شركائه الذين غامروا معه في ضمان عشرات الدنومات من الاراضي، في حقول البلدة وعلى طريق البيرة راشيا الفالوج.

وبحسب زين الدين، فإن الفاجعة كبيرة نتيجة التكلفة العالية التي يتكبدها المزارع من ضمان الارض وشراء البذار وري المزروعات والاسمدة واجرة العمال في الزرع وفي القلع وفي تنظيف الحقول من الاعشاب، اضافة الى تكلفة المحروقات والتوظيب والشحن والنقل الى الحسب الزراعية، الأمر الذي لا يعوضه الا ارتفاع الاسعار والانتاج الجيد ونضج حبات البطاطا، فجاءت رياح هذا الموسم معاكسة تماما لسفن المزارعين، حيث تدنى معدل انتاج الدنم من اربعة اطنان الى أقل من 2 طنين للدنم الواحد، وهبط سعر الكيلو من 750 ليرة وما فوق الى اقل من 300 ليرة، واقفلت طرق التصدير، لكننا رغم الخسائر لا مفر امامنا من قطف الموسم، حيث ناشد زين الدين وزير الزراعة اكرم شهيب بضرورة التدخل لدعم مزارعي البطاطا والتعويض عليهم بعض خسائرهم ودعمهم بالاسمدة الزراعية وبذار البطاطا. وحث شركة ايدال على فتح اسواق للتصريف ودعم المزارعين ومساعدتهم في نقل وشحن بطاطا الموسم، وايجاد اسواق جديدة للمنتجات اللبنانية.

جحا

أما المزارع سعيد جحا الذي استثمر ارضا ضمنها في منطقة عزة- البيرة في قضاء راشيا، فلفت إلى أننا نغامر في كل موسم لان لا ملاذ لاهالي البقاع الا الزراعة، والبطاطا اللبنانية ممتازة في الموسم الصيفي وفي الشتوي او ما يعرف باللقيس، لكن انتاج هذا الموسم كان ضعيفا وتكبدنا خسائر كبيرة، بسبب ضعف انتاج الدنم الذي لم يتعد الطن الواحد.

واعتبر ان معظم اصحاب الملكيات الصغيرة يبيعون نتاجهم في السوق المحلية ونحن استعجلنا القطاف بسبب احوال الطقس وكي لا تغرق السهول بالمياه رغم ان الاسعار اليوم منخفضة ويمكن ان تتحسن بعد اسابيع، لكن خوفنا على الانتاج يجعلنا نغامر ونقطف البطاطا ونضع قسما كبيرا منها في المستودعات التي امتلأت، حتى يتم تصريفها او بيعها لكبار التجار ممن يصدر الى الخارج. مشيرا الى ارتفاع كلفة الدنم الواحد أكثر من مليون ومائتي الف ليرة من ري وحراثة وبذار وقلع واجرة عمال وتخزين، داعيا الى دعم زراعة البطاطا والتعويض على خسائرهم كون معظم المزارعين تتراكم عليهم الديون وفوائد المصارف من الموسم السابق، مشددا على ضرورة احتضان المزارعين بدل تشريد عائلاتهم.

ويعول معظم مزارعي البطاطا على دعم وزارة الزراعة والاهتمام الذي يوليه الوزير شهيب لهذا القطاع، من اجل حمايته ودعمه وفتح اسواق جديدة وتأمين تصديره الى الخارج اضافة الى دعم المزارعين بالاسمدة والبذار والتعويضات الزراعية.