اشار القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش إلى احتمال وجود أسباب أخرى للعمالة داخل “حزب الله”، وقال: “هذه ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها عملاء لإسرائيل ضمن صفوف “حزب الله”، فالعدد الأكبر من العملاء الذين قبض عليهم على مدى السنوات الماضية كانوا من هذا الحزب، وإن كان الهدف الغالب هو الكسب المادي على الرغم من عدم حاجة بعض العملاء له، فقد يكون الجشع سبباً، وقد تكون الاعتراضات الداخلية على نفاق سياسة “حزب الله” سبباً آخر، وقد تكون هناك رغبة عند البعض في الانتقام من الحزب أو قياداته، ولكن القضية تحتاج للتدقيق، مع العلم بأن إمكانية معرفة الأسباب الآن قد تكون مستحيلة، لأن الحزب هو الذي يتولى التحقيق، وهو الذي سيتولى إصدار الأحكام وتنفيذها، دون العودة إلى الدولة.
وابدى علوش استغرابه في تصريح لـ”الوطن”، من إقدام القيادي في الحزب محمد شوربا على المبادرة إلى الاتصال بالموساد وعرض عمالته عليه، ويستدرك أنه ربما كانت هناك أسباب أخرى غير معلومة في الوقت الراهن، ويضيف “أعتقد أنه أمر مستغرب، ولكن ذلك قد يكون مرده إلى رد فعل من قبل العميل المذكور على قضايا داخلية في حزبه، أو قد تكون المخابرات الإسرائيلية قامت بابتزازه بشكل من الأشكال”.
وتوقع علوش أن يتم اختراق الحزب مجدداً بواسطة عملاء آخرين، لاسيما بعد انغماسه في الأزمة السورية، مضيفاً “لا شك أن افتراضات عدم اختراق “حزب الله “هي مجرد مكابرات أو مبالغات إعلامية أثبتت الوقائع بطلانها، والمؤكد أن دخول الحزب إلى سورية وانشغاله في الحرب هناك، واضطراره إلى تجنيد عناصر جديدة غير مجربة ستفتح الباب أمام مخابرات عديدة للمزيد من الاختراقات. ومن الممكن اعتبار معارضة سياسة “حزب الله” أحد أسباب العمالة مع الأسباب التقليدية الأخرى للعمالة، ولكن المؤكد أن أوهام الحزب العقائدي الذي لا يخترق باتت من الماضي، وقد يكون مقابل كل عميل يكتشف عشرات آخرون لم يتم اكتشافهم”.