كتب محمد صالح في صحيفة “السفير”:
حتى الساعة، يبدو أنّه حسم أمر مهرجان «حركة فتح» في ذكرى انطلاقتها الخمسين بمناسبة اليوبيل الذهبي، الذي سيتحوّل الى مهرجانين تضاء فيهما شعلتان في عين الحلوة، وسط هواجس ومخاوف امنية حذرت منها جهات أمنية مطلعة.
وبالتالي، تشير المعطيات الميدانيّة إلى أنّ الأمور في المخيّم تسير نحو تصعيد سياسي وربما أكثر، بين القيادة المركزية لـ«فتح» المحسوبة على السلطة الفلسطينية في رام الله وبين القائد السابق لـ«الكفاح المسلح» محمود عبد الحميد عيسى «اللينو» (المجمدة عضويته ورتبته من قبل قيادة فتح لاتهامه بالارتباط بالقيادي المفصول من الحركة محمد الدحلان) والذي يتخذ من عين الحلوة مقراً له.
وتؤكد مصادر فلسطينية أن كل مساعي التوصل الى تسوية بين الفريقين باءت بالفشل مع اصرار «اللينو» على المضيّ بحركته الاعتراضية حتى النهاية، فيما ظهرت قيادة «فتح» وكأنها عاجزة عن منع هذه الحركة الانقسامية في صفوفها وفي بنيتها التنظيمية في عين الحلوة.
وتحدّثت قيادات فتحاوية عن متابعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمر، متحدّثةً عن استياء كبير من قبله في حال تمكّن «اللينو» من القيام بإضاءة شعلة ثانية لـ «فتح» في عين الحلوة.
من جهتها، أطلقت «شعبة فتح» في المخيّم تهديداً لعناصر وكوادر «فتح»، مؤكدةً أنّه سيتمّ شطب أي شخص يشارك في مهرجان «اللينو» ويُشاهد في محيط منطقة المهرجان من قيود وسجلات الحركة والغاء راتبه، مشيرةً إلى أنّ هذا القرار صادر عن قيادة «فتح» في رام الله، وليس من «فتح – لبنان».
وقد تدخل عدد من الوسطاء لحلّ هذه المسألة، ونقلوا إلى «اللينو» اقتراحا من قيادة «فتح» يقضي بمشاركته في مهرجان مركزي موحد لإضاءة الشعلة وتنحصر فيه الكلمات بكلمة واحدة لأمين سر «منظمة التحرير الفلسطينية» فتحي ابو العردات، إلا أن «اللينو» رفض هذا العرض. كما رفض أيضاً اقتراحاً آخر من القيادة المركزية بأن لا يتناول الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلبياً، فأكّد أنّه سيحدد في كلمته موقفاً من كل ما يحيط بـ «فتح» وفلسطين.
وشوهد «اللينو» يشرف على بناء منصّة الاحتفال في ملعب تابع له في المخيم، مع احتمال أن تكون «حماس» من المشاركين في الاحتفال وفي إضاءة الشعلة.
ويريد «اللينو» أن يظهر قوّته في هذا المهرجان وقدرته على سحب البساط من تحت أقدام «فتح» في أكبر مخيمات الشتات في لبنان على أبواب المؤتمر العام للحركة. أما المطلوب، بحسب المصادر، هو تسوية كبيرة ومصالحة تعيد المفصولين والمجمدة عضويتهم، أو تكون النتيجة نزاعاً يطول على احقية من يتحدث باسم «فتح» في لبنان وفلسطين.
واعلن «اللينو» لـ«السفير» أنه قرر إقامة مهرجان خطابي سيتخلّله إلقاء خمس كلمات لمتحدثين لبنانيين وفلسطينيين مع حشد عسكري ومشاركة للمؤيدين له من «فتح»، مضيفاً: «وجّهنا الدعوات لحضور المهرجان الى كافة الفصائل الفلسطينية الاسلامية والوطنية والقوى اللبنانية، وسيكون مهرجانا مركزيا من ضمن شعارات انطلاقة فتح الاولى وليس بما انتهت اليه الحركة من ضعف وتنازلات وإلغاء للقضية».
وتابع: «هناك هواجس أمنية قد تحصل وعليهم تحمل مسؤولياتهم، إلا أننا أخذنا الاحتياطات اللازمة والمطلوبة»، مشدداً على أن «شعلتنا هي الأساس لأنها تنطلق من مبادئ الانطلاقة الاولى لفتح، هي شعلة المقاومة الفلسطينية ومنارة الكفاح المسلح وليس المفاوضات وتقديم التنازلات وشطب حق العودة».
ونفى «اللينو» ان تكون حركته انقسامية او انشقاقا، معتبراً أنّها «حركة إصلاحية اعتراضية على نهج التسويات والتخلي عن الشهداء، وهدفنا ان نستعيد فتح الى مربع الانطلاقة الاولى وسنستعيدها من اجل استعادة فلسطين».
وكشف عن «وجود مناصرين لنا في كل مخيمات لبنان وفي فلسطين وضمن حركة فتح، وموعدنا الخميس المقبل لنرى من يمثل فتح». ولفت الانتباه إلى أن «مناصرين لحركة فتح في اوروبا يتحضرون للقيام بانتفاضة على نهج أبو مازن الاستسلامي. ونحن سنمضي في استعادة فتح ممن سرق انتصارات الشهداء وباعها في سوق التنازلات، لان فتح ليست اليوم بخير»، واصفاً إيّاها بأنّها «كالرجل المريض العاجز بعد ان تخلت عن كل الملفات بما فيها حق العودة».