Site icon IMLebanon

استحقاقات 2015: نمو سلبي وخوف من انعكاسات تراجّع النفط

OilPriceDollar
ايفا ابي حيدر
وصف الخبير الاقتصادي لويس حبيقة العام الـ2014 بالسيء جدا، لكنه لم تخوف من اني يكون العام 2015 اسوأ بحيث يشهد الاقتصاد انكماشا بدلا من النمو المتواضع الذي حققه في 2014، والذي يقارب الـ1في المئة.
«تنذكر ما تنعاد» بهذه الكلمات اختصر الخبير الاقتصادي د. لويس حبيقة العام 2014. وقال لـ«الجمهورية» بالفعل هذه السنة كانت سيئة وفق كل المعايير، لكن الأمر الايجابي الوحيد هو تراجع أسعار النفط عالمياً.

أضاف: العام 2014 كان سيئاً على كل القطاعات، حتى النمو بلغ 1 في المئة. وهناك مبالغة في القول ان النمو بلغ 1.6 في المئة. وتفيد الاحصاءات ان نسبة البطالة ارتفعت الى 25 في المئة، وبرأيي ان هذه الارقام أقل من الحقيقة.

وقد بلغ العجز في الميزان التجاري نحو 4 مليارات دولار، الناتج المحلي لم ينمو اكثر من 1.5 في المئة. وفي القطاعات، من الملاحظ ان القطاع السياحي متضرّر جداً من الاوضاع، اما قطاعا الصناعة والزراعة فهما يعانيان منذ مدة. وتالياً كيفما حاولنا رؤية الاشياء نجدها سيئة جداً.

واعتبر حبيقة ان الصعوبة تتمثل في ان مشاكل لبنان الاقتصادية تعود الى اسباب سياسية امنية، وتالياً لا يمكن للاقتصاد وحده أن يحل المشاكل. بمعنى آخر، قبل انتخاب رئيس للجمهورية وقبل ان تنتهي الحرب في سوريا، وقبل حل ملف الجنود اللبنانيين الاسرى لدى المنظمات الارهابية، وقبل عودة النازحين او ايجاد حل في ملف النازحين السوريين، وقبل أن تصل المساعدات للبنان يمكن القول «فالج ما تعالج». وعليه بات واضحاً ان كل هذه الامور التي تعيق النمو وتحسن الاوضاع لا علاقة لها بالاقتصاد انما بالسياسة والامن وهي تنعكس سلباً على الاقتصاد.

عن توقعاته للعام 2015، قال حبيقة: في حال استمرت الاوضاع على ما هي عليه لا شك أن العام 2015 سيكون اسوأ من العام الحالي، بل أخشى نمواً سلبياً في 2015، خصوصاً أن النصف الاول من العام 2014 كان مقبولاً، لكن التعثّر بدأ من النصف الثاني من العام 2014 لذا جاء العام بنمو 1.5 في المئة. اما العام 2015 يبدأ من وضع سيء وفي ظل المؤشرات الحالية لا شك ان الاوضاع ستصبح سيئة اكثر.

مفاعيل النفط

رداً على سؤال عن المفاعيل السلبية والايجابية لتراجع أسعار النفط عالمياً، قال: السلبيات المتوقعة من تراجع اسعار النفط على لبنان هي اكبر من الايجابيات والتي تتمثل في تخفيف كلفة الاستهلاك والانتاج، وتخفيض عجز الكهرباء. فبعدما كان عجز الكهرباء يكلف نحو ملياري دولار من المتوقع ان يصبح نحو المليار او مليار و200 مليون دولار.

اما من أبرز سلبيات تراجع أسعار النفط عالمياً وهو الاخطر تراجع تحويلات المغتربين اللبنانيين، وقد لوحظ انهم في الخليج باشروا بتقليص الموازنات والتخفيف من المشاريع الاستثمارية، والخوف الاكبر يكمن في عودة قسم من اللبنانيين من دول الخليج بسبب تقلص فرص العمل. ويضاف الى هذه السلبيات زحمة السير الخانقة، وما ينتج عنها من تلوث في الهواء.

واعتبر حبيقة أنه في حال انعكس تراجع أسعار النفط عالمياً تراجعاً في اسعار الاستهلاك في السوق اللبناني سيكون عاملاً جيداً للمستهلك، كذلك إذا انعكس تراجعاً في اسعار العقارات فتكون نقلة نوعية. وتوقّع حبيقة في هذا الاطار تراجع أسعار العقارات نحو 20 في المئة في الاشهر الثلاثة المقبلة.

السلسلة

عن ترحيل سلسلة الرتب والرواتب الى العام 2015، قال حبيقة: رغم اني كنت مع اقرار السلسلة، لكن برأيي انه مع تراجع أسعار السلع نتيجة تراجع اسعار النفط فإن حجة اقرار السلسلة ستصبح ضعيفة، خصوصاً وأن اسعار السلع الاساسية ستتراجع.